صُنغاي.. القبيلة السودانية التي أسست دولة على نهر النيجر

الصُنْغَى (صُنغاي) قبيلة سودانية من غرب السودان يسكنون على ضفاف النيجر الأوسط، ومدينتهم الكبرى جاو التي ستصبح عاصمة دولتهم، وتمتد بلادهم حتى تشمل المساحة الواسعة في انحناء النيجر الأكبر. 

ومن الشمال تجاورهم فرقة الطوارق، وهم خليط من سكان الصحراء القدامى والبربر وبقايا المرابطين، وهم - أي الطوارق - يسيطرون على طرق الصحراء الكبرى التجارية وواحاتها، وهم شعب إفريقي قائم بذاته له خصائصه من الشهامة والشجاعة وعزة النفس، فهم جماعات من بقايا المرابطين بعد انهزامهم أمام الموحدين.

الصنغي قبيلة في غرب السودان

القبائل المجاورة لقبيلة الصنغي

وتجاور الصنغى من الغرب والجنوب جماعات من السودان، أهمها الماندنجي أصحاب غانا، والجورمان والموسيِّ الذين يسميهم مؤرخو العرب الموشِّي. وهم يسكنون إقليمي ياتينجا وجورمان والكَعَارْتَه والمَسِينا، وتمتد بلاد صنغى شرقًا حتى تتصل بالبُرنو والكانِم في دولة تشاد.

ومن فروع الصنغى نذكر السودكو، يعملون في صيد الأسماك في نهر النيجر، وأصلهم من مهاجري المغرب. ومن ملوك صنغى من السوركو هؤلاء أسرة ديا التي حكمت صنغى من القرن السابع إلى القرن الرابع عشر الميلاديين، وأشهر ملوكهم الملك كوغا. وقبيلة السوركو أسسوا مدينة جاو ومدينة بومبا، وانتشروا حتى بلدة جني وهي لمركز منافسيهم جماعات البوزو.

تاريخ دولة صُنغي وأشهر ملوكها

وقد تعرضت بلاد صُنغى للغزو من قبل دولة مالي، فشنَّ علي بن ماري غزوًا على بلادها، ثم غزاها سيكرة الذي اغتصب عرش مالي من أحفاد ماري جاطة ردحًا من الزمان، وتمكن من الاستيلاء على جاو عاصمة صنغى.

دخل كنكن موسى مدينة تُنْبُكت، وكانت خاضعة لصنغى، وقد رحب به أهلها لأنهم كانوا يثنون من سلطان صنغى عليهم ونهبهم أموالهم. وفي عهد مغان الأول بن مانسا كنكن موسى (1337-1341م) هرب رهائن صنغى وعادوا إلى بلادهم، وكانوا نفرًا من خيرة رؤساء قبائل الصنغى وأمرائهم. وتولى علي كولن العرش في جاو سنة 1355م، واستقلت صُنْغَى عن مالي بعد أن ظلت خاضعة لها نحو نصف قرن، ثم أخذت في التوسع في أراضي مالي منتهزة فرصة ضعفها.

أخذ علي كولن لقب سُن أو شُن ومعناه خليفة السلطان أو نائبه، وهو مؤسس أسرة سن، وهي ثانية الدول التي قامت في بلاد صنغى، والأولى هي دولة الأرواء التي قضت عليها مالي. كان سُن علي الثامن عشر من ملوك أسرة سن أعظم فاتح مسلم ظهر في بلاد السودان الغربي، فسمى بعلي بر أو علي الكبير أو الشن أو السن فقط، وقد أنشأ خلال سنوات حكمه السبعة والعشرين دولة تعادل مساحتها مساحة دولة إيران والعراق معًا، تمتد من سيجو على نهر النيجر إلى ما يعرف اليوم باسم داهومي، فطار صيته حتى وصل أوروبا، وأرسل إليه الملك جواو (يوحنا) الثاني ملك البرتغال سفارة تخطب وده.

اشتهرت الصنغي بالأعمال اليدوية

وفي سنة 1468م غزا سُن عليّ تنبكت، وكان السوارق يحتلونها منذ سنة 1435م، وكانت مركزًا تجاريًّا حافلًا بالمتاجر والمساجد وأهل العلم والدين. ثم استولى على جني، وهي ثالثة بلدة على نهر النيجر في تلك العصور بعد جاوه وتنبكت، وكان يحكمها رؤساء من السوتنكه المسلمين، فجعلوها إمارة صغيرة غنية، لأن تجارة الذهب تحولت من غانا إليها.

ثم هاجم بلاد المجموعات الوثنية الكبرى الباقية في جنوب حوض النيجر مثل البورجو، واستولى على عاصمتهم مدينيّ. ثم هاجم بلاد الفولا أو الفولانيين، الذين يعود أصلهم إلى بربر الصحراء جنوب بلاد السوس، وكانوا قبيلة قوية ونشيطة. وعندما شن هجومه الرابع على بلاد الفولا عام 1492م، غرق في أثناء محاولته عبور نهر في حالة فيضانه، وخلفه ابن له، فعزله الصنغيون وولوا على أنفسهم قائد جيشه محمد بن أبي بكر الطوري سنة 1493م، وأنشأ أسرة مالكة جديدة هي أسرة أسكيا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.