تعود أصول علم الوراثة إلى العالم والراهب الألماني "غريغور يوهان مندل" الذي بدأ دراساته وبحوثه على النباتات.
إذ أجرى تجارب على نبات البازلاء وتهجينه، وخلص إلى نتائج مهمة تتعلق بانتقال الصفات الوراثية من جيل إلى آخر عن طريق ما يسمى بالمورثات أو كما تعرف بالجينات، وهي وحدات توجد في الحمض النووي DNA الموجود في نواة خلايا الكائنات الحية.
صحيح أن "مندل" كان رائد علم الوراثة، لكن الدراسات كثرت والبحوث توسعت في خضم هذا العلم الوليد الذي عُدَّ من أهم الاكتشافات في العصر الحديث؛ لما له من أثر بالغ في حياة البشر.
اقرأ أيضًا: تعريف علم الوراثة وأهمية دراسة الجينات
ففي مجال طب وعلم الأمراض تركزت البحوث على دور الجينات في نقل مسببات الأمراض ومحفزاتها من الآباء إلى الأبناء ومن جيل لآخر، ما يعطي إمكانية الإصابة بمرض ما لدى الأجيال اللاحقة. ويمكن لأي طفرة أو خلل يحدث في منظومة الجينات الدقيقة أن يؤدي إلى ظهور أعراض المرض.
ونتيجة للبحث العلمي المكثف توصل العلماء إلى القدرة على التلاعب بالحمض النووي للخلية DNA الذي يحمل الجينات، ما يساعد في منع ظهور كثير من الأمراض وانتشارها، حيث يمكن معالجة الجين الذي فيه خلل أو حتى تعطيله واستبداله بآخر سليم.
وقد لاقى هذا الإنجاز صدى واسعًا في مجال علاج السرطان والأورام وأمراض القلب والسكري وغيرها من الأمراض المزمنة والمستعصية.
من ناحية أخرى، أحدث اكتشاف الخلايا الجذعية ثورة في عالم الطب، فقد أعطى زخمًا واضحًا ودعمًا قويًّا لهذا التوجه الجديد في طرائق العلاج.
اقرأ أيضًا: الوراثة، تركيب الــ(دي أن إيه)، والجينات الـقافزة ووظيفتها المهمة لمساعدة الجهاز المناعي
ومع التطور الهائل الذي حصل في علم الوراثة ولا سيما فيما يخص الوقاية من بعض الأمراض وعلاجها وتحقيق نتائج مرضية ونجاحات واعدة في كثير من الحالات الحرجة، فإن هذا النهج الحديث الذي يقوم على الاستفادة من علم الوراثة في مجال العلاج ما زال في مراحله الأولى؛ إذ يعد التدخل في نظام عمل الجينات مجازفة قد تحتمل ردود أفعال غير مرغوب فيها من جسم الإنسان.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.