ينقسم علم النفس إلى مجموعة كبيرة من الأقسام، وكل قسم يمثل علمًا قائمًا بذاته، ومنفصلًا عن العلوم الأخرى. ومن أهم علوم علم النفس هو علم النفس التربوي الذي يجمع بين التربية وعلم النفس، فما دور علم النفس التربوي في تحسين العملية التعليمية؟
عندما نجد علمًا معينًا يمارس دورًا فعّالًا في العملية التعليمية، يجب أن نولي اهتمامًا بالغًا بهذا العلم؛ لأنه يمارس دورًا محوريًّا في أكثر عملية مؤثرة في بناء الأمم، ووضعها في مصاف أقوى وأفضل الأمم في ظل عالم تحكمه المادة، ويحكمه مبدأ البقاء والسيطرة للأقوى.
ما دور علم النفس التربوي في تحسين العملية التعليمية؟
يختص علم النفس التربوي بدراسة الخصائص النفسية لدى المعلم، فترتكز العملية التعليمية على شقين؛ المعلم والمتعلم، وعلى المعلم أن يكون واعيًا تمامًا بالخصائص النفسية للمتعلم في المرحلة العمرية الحالية، ويتعرف إلى إمكانياته ومهاراته، وما يستطيع أن يفعله، وما يخرج خارج حدود إمكانياته.
من ضمن الأدوار التي يمكن لعلم النفس التربوي أن يمارسها لتحسين العملية التعليمية بناء على المعرفة التامة للمعلم بخصائص المتعلم من شتى الجوانب التي ذكرت سابقًا وغيرها أنه يستطيع التعامل معه، ويستطيع التفاعل معه لزيادة التحصيل العملي الخاص بالطالب للوصول إلى أفضل النتائج.
يختص علم النفس التربوي بدراسة المشكلات التربوية التي تقع في نطاق المدرسة بين المعلم والمتعلم، وتوضع كثير من الأساليب والوسائل التي تساعد على تنفيذ هذه الدراسة على نحو عميق لتحقيق أكبر فائدة منها، وبما أن علم النفس التربوي فرع من فروع علم النفس، فهو يدرس السلوك الإنساني، لكنه لا يدرس هذا السلوك في المطلق، بل يدرسه في إطار العملية التعليمية، وما يترتب عليها من عملية تربوية تطبق داخل المدرسة، وبالسؤال عن دور علم النفس التربوي في تحسين العملية التعليمية، يمكن تلخيص هذا الدور في النقاط التالية:
- للمعلم مجموعة من الأهداف المهنية التي تتعلق بالمناهج الدراسية، والتأثير في المتعلمين، ويساعد علم النفس التربوي المعلم على إدراك هذه الأهداف، والتحقق منها، والتحقق من قابلية تحقيقها، والتحقق مما إذا كانت فعلًا محققة أم لا.
- من ضمن الإجابات عن سؤال: كيف يمكن للمعلمين دعم الطلاب نفسيًا؟ الإجابة: علم النفس التربوي؛ لأنه يوفر بيئة من أجل نجاح عملية التعاون التي تُجرى بين الطلاب؛ لتنفيذ الأنشطة المختلفة في المدرسة، وكذلك التعاون فيما بينهم لكي ينفذوا عددًا من الأنشطة الترفيهية خارج نطاق الدراسة.
- بعلم النفس التربوي يكون المعلم قادرًا على توصيل المعلومات للطالب بتعريفه بالقوانين العامة التي يتبعها في أثناء العملية التعليمية، وما الأسس التي تبنى عليها هذه العملية، ما يؤثر مباشرة في سلوك المتعلم، ويجعله أكثر تفاعلًا مع العملية التعليمية، وأكثر إقبالًا عليها.
- يواجه التعليم بعض المشكلات التي تتمثل في المناهج والعملية التربوية، وتأهيل الطالب نفسيًا لاستقبال العملية التعليمية بصدر رحب في أي مرحلة تعليمية، كأن يستوعب وجود وقت للإجازة، ووقت للدراسة، ولا ضجر في ذلك، حينها يتدخل علم النفس التربوي بدوره الفعّال في حياة الطلاب.
كيف يمكن للمعلمين دعم الطلاب نفسيًا؟
من ضمن صعوبات التعلم عدم قدرة المعلم على التعامل مع نفسية الطالب، لكن كيف يمكن للمعلمين دعم الطلاب نفسيًا؟ هذا ما سنجيب عنه في النقاط التالية:
- يوجد دور لعلم النفس التربوي في تحسين العملية التعليمية لا يمكن إغفاله، فيجب على المعلم الاستماع إلى الطالب عندما يشكو من شيء ما خاص بالمادة الدراسية لا سيما بالمدرسة ذاتها، أو بطالب من الطلاب الآخرين، وعلى الرغم من أن المعلم ليس مختصًا اجتماعيًا، لكن إن لزم الأمر يجب أن يتقمص المعلم دوره.
- عندما نتكلم عن نفسية الطالب فإننا نقصد مشاعره، وبما أن الطالب يتعرض إلى كثير من المواقف التي تؤجج أنواعًا معينةً من المشاعر، فإنه يجب على المعلم مراعاة هذه المشاعر، والاهتمام بها، وعدم إهمالها، أو الاستهتار بها؛ لأن الاستهتار به سيعد نوعًا من أنواع التنمر الذي سيكون قاسيًا على الطالب أكثر من التنمر القادم من أحد زملائه أو مجموعة منهم.
- من ضمن أصول إنشاء بيئة آمنة داخل الفصل الدراسي أن يكون الطالب قادرًا على التعبير عن مشاعره دون أن تنتهك خصوصيته، ويمكنه اللجوء إلى المعلم المفضل لديه؛ لكي يعبر عن مشاعره أيًا كانت، ويجب على المعلم أن ينصت باهتمام، ويبدي الرأي الصحيح في هذا الأمر دون توبيخ الطالب أو إشعاره بالإهانة.
- وفي إطار الإجابة عن سؤال: كيف يمكن للمعلمين دعم الطلاب نفسيًا؟ عندما يسدي المعلم النصيحة أو الإرشادات فيجب أن يصحبها نوع من أنواع الدعم النفسي، ويجب أن تقال هذه التعليمات بألفاظ سهلة بعيدة عن تلك الألفاظ التي تعد قاسية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.