دور اللغة العربية في تكوين حضارة عريقة

إن اللغة العربية لها قيمة فريدة من نوعها، فهي مستمدة من أفعال الأشخاص، ومن الطبيعة كالحيوانات والرعد والشمس. فإن أثرها يقع مباشرة في النفس؛ ولهذا يجب الاهتمام والعناية بهذه اللغة عناية فائقة؛ فهي لغة القرآن الكريم ولغة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولغة حضارات عريقة.

فإن أُهملت اللغة العربية أُهملت حضارتها، وبذلك أصبح العربي ليس بعربي، وإنما تابعًا لثقافات أخرى وحضارات أخرى؛ ولهذا كان يوجد لغات تُبنى عليها الحضارات مثل الرومانية التي بنى عليها الأوروبيون حضارتهم الحالية، وأيضًا الفارسية التي بنى عليها اليوم الإيرانيون بلاد فارس، ولهذا تراهم يحاولون الحفاظ على لغتهم لأنهم يعتزون بحضارتهم. 

لكن أصبحت بلاد العرب لا تعتز باللغة العربية، وإنما تعتز باللغات الأعجمية؛ مع أنه كان للعرب حضارة عريقة متقدمة في جميع المجالات، ولا زالت تستخدم بعض المصطلحات العربية في معاجم اللغات الأعجمية في شتى المجالات العلمية ككلمة الجبر. ونرى أيضًا أن القواميس الأعجمية ومعاجمها يكون فيها خلل عند التعبير والوصف؛ وهذا لقلة مفرداتهم، وأيضًا لا يصل المعنى واضحًا مثلما في اللغة العربية. 

سمو اللغة العربية

فاللغة العربية من أسمى اللغات؛ لما لها من تعبيرات وألفاظ، وإن للشعر العربي أيضًا خصائص تجعله متميزًا من حيث السياق والتناغم والألفاظ؛ لهذا يجب علينا نحن العرب الاعتزاز بلغتنا.

فنجد أن الألمان يعتزون بلغتهم، والإنجليز يعتزون بلغتهم وبحضارتهم، فلمَ لا نعتز بلغتنا وحضارتنا؟!  ضلًا على الفصحى التي أُهملت إهمالًا مسرفًا، وأصبح الذي يتكلم اللغة الفصحى هم فقط شيوخ المساجد وفي النشرات الإخبارية، ولا نراها في المناسبات الرسمية كما كانت موجودة في القرن الماضي، بل طغت اللغات الأعجمية حتى في المناسبات الرسمية العربية. 

ولكي تعود الحضارة العربية علينا أولًا أن نعتني بلغتنا؛ وهذا كي ترسخ نفوسنا ونعمل على المبدأ الصحيح، ونأخذ الأمور من عيون عربية وليس أعجمية.

فأصبح الذي يتكلم باللغة الأعجمية وهو عربي يرى الأمور من منظور أعجمي وليس من رؤية عربية؛ ولهذا فأساس الحضارة هي لغتها، فإن كنا لا نعتز بلغتنا فلا حضارة لنا.

فلهذا علينا أن نقيم أنفسنا على لغة العلم، ألا وهي اللغة العربية؛ كي نستطيع أن نقيم حضارة. 

فإن اللغة العربية أجمل لغات العالم، فهي قامت على التواصل المنجز الذي لا يرى فيه كثرة الألفاظ لإيصال المعنى، على غير لغات أخرى، حيث يعبر بأكثر من لفظ لإيصال المعنى.

ومثال على هذا: (تقوم الحضارة بلغتها) وفي اللغة الأعجمية نراها: (Civilization is based on its language) ونرى في لغتنا تتكون من ثلاث كلمات لإيصال الفهم، في حين في اللغات الأخرى أكثر من ذلك. 

واللغة العربية أيضًا تحمل للمعنى الواحد أكثر من لفظ، وكل لفظ يضفي معنى آخر أقوى.

فلهذا يجب علينا الاهتمام والحفاظ على هذه اللغة الفريدة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة