دور التتبع الإلكتروني في تعزيز كفاءة أقسام التعقيم بالمستشفيات

في ظل التحديات المتزايدة في القطاع الصحي، أصبحت أقسام التعقيم والإجراءات التي يقوم بها ركيزة أساسية لضمان سلامة المرضى والعاملين بالمستشفى.

ومع تطور التكنولوجيا الحديثة برزت أنظمة التتبع الرقمية « Tracking System» كحل مبتكر لإدارة الإجراءات في أقسام التعقيم بالمستشفيات بدقة وجودة عالية، ما يسهم في تقليل حجم الأخطاء البشرية، فكيف تُحدث هذه البرامج ثورة في أقسام التعقيم؟ وما الفوائد التي تقدمها للمؤسسات الصحية؟

التحديات التقليدية في أقسام التعقيم

اعتمدت أقسام التعقيم بالمستشفيات في السابق على الأساليب اليدوية في تسجيل إجراءات التعقيم وتسليم وتسلم الآلات، وكانت توجد عدة مشكلات لهذه الأساليب:

  • صعوبة تتبع الآلات: وذلك بسبب الاعتماد على السجلات والدفاتر الورقية المعرضة للضياع.
  • عدم الدقة في تحديد مواعيد الصيانة للآلات والمعدات الطبية: وذلك بسبب صعوبة تحديد الآلة التي تحتاج إلى صيانة من بين آلاف الآلات المتشابهة الموجودة بالمستشفيات.
  • مخاطر العدوى: وذلك بسبب الأخطاء البشرية في توثيق الإجراءات.
  • كل هذه التحديات دفعت القطاعات الصحية إلى البحث عن حلول ذكية لتحويل إدارة أقسام التعقيم من النظام التقليدي إلى منظومة رقمية حديثة.

كيف تعمل أنظمة Tracking System؟

تعتمد هذه الأنظمة على تقنيات عدة مثل الباركود وRFID، وذلك لمراقبة كل مرحلة في دورة إعادة معالجة الآلات والمعدات الطبية، بدءًا من الاستخدام حتى إعادة التعقيم. ومن مميزاتها:

تقنيات التتبع الإلكتروني في التعقيم

  • التتبع الفوري للآلات: تُسجل كل آلة على البرنامج برمز خاص لا يمكن تكراره، ما يمكن الفريق الصحي من معرفة مكانها وتحديد جاهزيتها للاستخدام.
  • إدارة عملية التعقيم بفاعلية: وذلك بتنبيه فريق التعقيم إلى الآلات والمعدات التي تحتاج إلى إعادة التعقيم أو شارفت على انتهاء صلاحيتها، ما يضمن الالتزام التام بالبروتوكولات الصحية.
  • تقديم تقارير تفصيلية: تقدم هذه البرامج تقارير عن أداء القسم، مثل معدلات الوقت المستغرق لعملية إعادة المعالجة ومعدلات الإنتاج.

ما الاستفادة من تطبيق أنظمة الـ Tracking System؟

لا تقتصر استفادة المستشفيات عند استخدام أنظمة الـ Tracking System على تحسين الأداء اليومي لأقسام التعقيم، بل تمتد إلى تعزيز سمعة المستشفى وتعزيز تجربة المريض، مثال على ذلك:

  • خفض معدلات الإصابة بالعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية (HAIs): وذلك بضمان تطبيق أعلى معايير التعقيم، كما حدث في مستشفى Cleveland Clinic عند تطبيق نظام T-Doc، ما أدى إلى انخفاض معدل العدوى الجراحية  (SSI) بنسبة 30% خلال سنتين من التطبيق.
  • توفير الوقت والموارد: وذلك عن طريق تقليل فقد الآلات والمستهلكات وضمان عدم تكرار الإجراءات.
  • تعزيز تجربة المريض وثقته: بإظهار المستشفى التزامها بأعلى معايير سلامة المرضى، كما حدث في سنغافورة في مستشفى Singapore General Hospital التي استخدمت نظام SPM، ما أدى إلى تقليل تأجيل العمليات لعدم توافر الآلات الجراحية المعقمة بنسبة 94% وزيادة رضا المرضى.

في النهاية، أصبحت أنظمة التتبع الرقمية ضرورة حتمية في الخدمات الصحية الحديثة، ولا تتوقف فائدتها على تحسين الأداء فقط، بل تساعد في الحفاظ على الأرواح، ويُعد الاستثمار في هذه الحلول خطوة مستقبلية نحو رعاية أفضل وأكثر أمانًا وجودة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

ممتاز جدا بالتوفيق يارب دايما
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.