في ظل الظروف الاقتصادية التي نمرُّ بها في الوقت الحالي في العالم كله، وتحديدًا في الدول العربية، يبحث كثير من الناس عن طريقة لتقسيم وتنظيم مصروف المنزل، والتخطيط للشهر كله، وهو ما سنقدمه لك عزيزي القارئ في هذا المقال.
فتقسيم مصروف الشهر في نطاق 5000 إلى 6000 جنيه مصري يتطلب تخطيطًا دقيقًا؛ وذلك لضمان تغطية الاحتياجات الأساسية من مأكل ومسكن ومشرب وعلاج واستثمار للمستقبل. ولأن تلك الأرقام هي الأرقام المنتشرة والمعروفة كونها حدًّا أدنى أو متوسطًا لدخل نسبة كبيرة من الأفراد، فيمكننا تقسيمه ليتناسب مع توفير المال للطوارئ والمستقبل، فيجب وضع أولويات واضحة وتحديد نسب تقريبية لكل بند من بنود الإنفاق بناء على دراسات اقتصادية وتجارب واقعية وحقيقية، فقط كل ما عليك هو إحضار ورقة وقلم لكتابة التخطيط الصحيح، وتقسيم الراتب ليتناسب مع احتياجاتك حتى آخر الشهر.
أولًا: الأكل والشرب
فهما يمثلان جزءًا أساسيًّا من المصروف الشهري، ومن الأفضل تخصيص نحو 35 إلى 40 بالمئة من دخلك الشهري لهذا البند إذا كان الدخل 5000 جنيه يكون المبلغ المناسب للطعام نحو 1750 إلى 2000 جنيه.
أما إذا كان الدخل 6000 جنيه فيمكن تخصيص 2100 إلى 2400 جنيه لشراء الاحتياجات الأساسية بكميات مناسبة، والتسوق من أمكنة تقدم أسعارًا جيدة، واستغلال العروض والتخفيضات التي تنتشر طوال الشهر.
ثانيًا: السكن
ويشمل الإيجار أو أقساط الشقة وفواتير المياه والكهرباء والغاز والإنترنت، ويفضل ألا يتجاوز هذا البند 30% من الدخل أي إذا كان الدخل 5000 جنيه يمكن تخصيص نحو 1500 جنيه، وإذا كان 6000 جنيه يمكن تخصيص 1800 جنيه، وإذا كان إيجار السكن مرتفعًا، فيمكن تعويض ذلك بتقليل المصاريف في بنود أخرى أو البحث عن بديل أقل تكلفة حتى يكفي الراتب الشهري احتياجاتك آخر الشهر.
ثالثًا: المواصلات والعمل
فإذا كان العمل يتطلب التنقل اليومي فمن الضروري تخصيص جزء من الميزانية لوسائل النقل، سواء أكانت وسائل النقل العام أو البنزين وصيانة السيارة. ويفضل ألا يتجاوز هذا البند 10% من الدخل، ما يعني تخصيص 500 إلى 600 جنيه حسب الدخل، أما إذا كان العمل من المنزل أو قريبًا من السكن فيمكن تخفيض هذا البند والاستفادة من المبلغ في جوانب أخرى نتكلم عنها في السطور القادمة.
رابعًا: المصاريف الشخصية
وتشمل الملابس والعناية الشخصية والترفيه والهدايا، ويفضل ألا يتجاوز هذا البند 10% أي 500 إلى 600 جنيه، مع مراعاة الشراء خلال التخفيضات، واستغلال العروض، وتجنب المصاريف غير الضرورية، ولأن المبلغ صغير لا يجاري الأسعار الواقعية للملابس، فيمكنك ألا تشتري جميع احتياجاتك من الملبس في شهر واحد، بل يمكنك الادخار لـ3 أشهر والشراء بعدها، ليكون المبلغ واقعيًّا ومناسبًا لك.
خامسًا: الادخار
يجب تخصيص جزء ثابت للادخار، سواء للطوارئ أو المستقبل، ويفضل تخصيص 10 إلى 15% من الدخل أي 500 إلى 900 جنيه شهريًّا إذا كان الدخل 5000 جنيه، أو 600 إلى 1000 جنيه إذا كان الدخل 6000 جنيه، ويمكن وضع المبلغ في حساب توفير أو الاستثمار في وسائل مضمونة لتحقيق عائد إضافي يضمن لك مستقبلًا مضمونًا قدر الإمكان.
سادسًا: المصروفات الطارئة والمجاملات
توجد دائمًا نفقات غير متوقعة مثل العلاج وإصلاح الأجهزة المنزلية والمجاملات العائلية؛ لذا يجب تخصيص 5 إلى 10% من الدخل لهذا البند، ما يعني توفير 250 إلى 600 جنيه لتجنب اللجوء للاستدانة عند حدوث أمر طارئ.
سابعًا: الالتزامات المالية
إذا كان عليك قروض أو ديون فيجب تخصيص جزء لسدادها، بحيث لا تؤثر في بقية الاحتياجات، ويفضل ألا تزيد الدفعات الشهرية عن 20% من الدخل لضمان الاستقرار المالي في النهاية.
وبناء على هذه النسب يمكن وضع ميزانية مرنة قابلة للتعديل حسب الظروف الشخصية، والأولوية تكون دائمًا لتغطية الاحتياجات الأساسية، ثم الادخار، ثم المصروفات الأخرى. فالترشيد والتخطيط الجيد يساعدان في تحقيق استقرار مالي أفضل لك ولأولادك.
وفي نهاية المقال أتمنى لجميع دولنا العربية أن تكون دومًا في حال أفضل، حتى يزداد نصيب الفرد من الدخل، ويحظى بحياة مرفهة، وندعو الله أن ننال ذلك في يوم من الأيام.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.