دعِ الممحاة تتولّى أمر الذّاكرة:
إذا تمكّن الألمُ منك يوماً، وشُعرت بأنّك لم تعد تقوى على تحمله، وأن قواك قد اهترأت للقدر الذي عُقد فيه جبينُك والحاجب، وتراكم الدمعُ في عينيك، وأوشك كل كيانِك على الانهيار؛ اعلم أنك لن تهوُن على اللَّه وسيحدثُ أمراً، فمن حيثُ لا تدري يبعثُ فيك قوة الثبات التي تَنحلُّ بها عُقدة الجبين، ويرسلُ بمشيئته دموع عينيك إلى اللاوجود فلا تَذرفها، فاللَّه يمدُّك ببعضٍ من الصبر لتهدأ، ويخففُ عن كاهلك أي عبءٍ لترى أملاً في الغد وتحيا، ولهذا عليك أن تَدع الممحاةَ تتولى أمر ذاكرة قلبك وشعوره، فيجبُ عليك أن تتوكل على اللَّه في ذلك وتنسى، فلا قيمة لتذكُّر ما سبّب ألمك، وقد شاء اللَّه أن تخلّفه وراء ظهرك.
والآن اُذكرك عزيزي القارئ ألّا تبتئس، فوالذي نفسي بيده ما دُمت تثقُ في رحمة الخالق التي تشملُك وتشملُ كل الأشياء فهي من ضمن العطاء غير محظورة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.