(الكاموفلاج) هو "فنُّ تعمُّد الإخفاء والتَّمويه"، وهو مصطلح معرَّب عن الإنجليزية (Camouflage).
وهو فنٌّ يستخدمه الممثِّلون على خشبة المسرح، أو بين أروقة السِّينما، فيختفون وراء أقنعة لشخصيَّات مصطنعة نسج لها سماتها كاتب سيناريو مبدع، وأبدع وصفها قاصٌّ محترف.
ويُخفي الممثِّلون حقيقة شخصياتهم بأصعب ممَّا قد يُظنُّ، ويتقنون فن إخفاء ملامحهم تمامًا وهو ما يعرف بـ(الكاموفلاج).
ويساعدهم في ذلك فنانو (المكياج) ومبدعو (تصميم الملابس)؛ لإخفاء تفاصيل قد تؤثِّر على إقناع المشاهد في الشَّخصيَّة المصطنعة! فيقيسون قدرتهم على (الكاموفلاج) بقدر إيمان متابعيهم/جمهورهم بالشَّخصيات التي يتقمَّصونها.
قد يعجبك أيضًا الموهبة أهم أم حبّ الفنّ؟
الكاموفلاج في الحياة الواقعية
ولا يستطيع الكاموفلاجيُّ/الممثِّل تقمُّص شخصيته! فالحقيقة لا تُتَقَمَّص! مهما حاول ذلك؛ لأنَّه اعتاد على تمثيل (غير الحقيقة) من شخوص الغير!
ولا يقتصر (الكاموفلاج)/التَّمثيل على صُنَّاع السِّينما والمسرح فقط! بل إنَّ الممثلين موجودون بيننا، ولأغراضٍ عدة، في الحياة الواقعيَّة، وتزيد حالات (الكاموفلاجيَّة) وتنقص بالقدر الذي تكون فيه الحياة [سعيدة، أو تعيسة].
أنماط البشر
والتناسب ضدِّي، ويمكن اكتشاف أربعة أنماط من البشر، من خلال المعادلة الرُّباعيَّة بين (السُّعداء والتُّعساء).
النَّمط الأول
هم البشر السُّعداء على الحقيقة/السُّعداء بين النَّاس، الذين يُظهرون حقائق سعادتهم لمن حولهم، ولا يُتقنون (الكاموفلاجيَّة) بأيِّ حالٍ من الأحوال.
والنَّمط الثَّاني
هم البشر التُّعساء على الحقيقة/التُّعساء بين النَّاس، الذين يُظهرون حقائق تعاستهم لمن حولهم، ولا يتقنون (الكاموفلاجيَّة) بأيِّ حالٍ من الأحوال.
قد يعجبك أيضًا رغبتك بالتمثيل هو سر نجاحك ..
والنَّمط الثالث
هم البشر السُّعداء على الحقيقة/التُّعساء بين النَّاس، الذين يتقنون (الكاموفلاجيَّة)؛ ويُظهرون تعاستهم المخالفة لواقعهم السَّعيد؛ لأسباب منها أنَّهم لا يريدون لغيرهم أنْ يعلم ما بهم من سعادة فيمتنع عن مساعدتهم.
أي يريدون ترغيب النَّاس في مساعدتهم والتَّعاطف معهم، أو لأنَّهم يظنون أنَّ مَنْ يسمعهم سيطلب منهم مساعدة، فلا يريدون إعلامه بقدراتهم، فلا يرغبون تقديم أيِّ مساعدة، وما اعتادوا على ذلك، بل يعيشون لإسعاد ذواتهم، فقط.
أمَّا النَّمط الرَّابع
فهم البشر التُّعساء على الحقيقة/السُّعداء بين النَّاس، الذين يتقنون فنَّ (الكاموفلاجيَّة)؛ لأسباب منها أنَّهم ملُّوا حياتهم، ويظنُّون أنَّهم بإظهار السَّعادة سينسون تعاستهم!
وأخيرًا...
فيا أيُّها (الكاموفلاجيُّ) إنَّ أكثر ما أخشاه عليك هو أنْ تنسى حقيقتك، وتبقى "تعيش الدُّور" الذي تتقمَّصه، وهو لغيرك، وليس لك
كما أخشى عليك ألا تستطيع أنْ تظهر السَّعادة، لا لك، ولا لغير ممَّن حولك من البشر، حتى وإنْ كنتَ سعيدًا.
وآخر ما أخشاه عليك أن تبقى مختفيًا وراء (تقمصِّ الأدوار) لا لشيء، إنَّما "لأنَّك لم تتمكن – بعد – من الخروج من الأدوار التي كنتَ قد تقمَّصتها، وهذا هو الأخطر!
فهل يمكننا معرفة أيَّ نوع من البشر نقابل، في زمنٍ كَثُرَ فيه الكاموفلاجيون.
قد يعجبك أيضًا
ياسمين عز.. كيف تركب الترند بدون معلم؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.