كيف تقضي العطلة مع طفل التوحد؟ «1»

يؤثر التوحد في كل طفل بصورة مختلفة، لذا فمن الصعب العثور على العلاجات الدقيقة التي يحتاج إليها طفلك للتعامل مع أعراضه، وأحد الأشياء التي تؤثر في بعض الأطفال المصابين بالتوحد -وليس كلهم- هي مشكلات الإدراك البصري، وباستخدام بعض الأساليب القياسية للمساعدة في تحسين الإدراك البصري، يمكنك منح طفلك القدرة على رؤية العالم بدرجة أكثر وضوحًا، ما يجعل التعلم والفهم أسهل، وقد يحد من بعض مشكلات السلوك أيضًا.

يعاني الأطفال المصابون بالتوحد مشكلات التحميل الحسي والتشوهات، هذه هي بعض المشكلات نفسها التي يصاب بها عدد من الأشخاص الذين لا يعانون الاضطراب، لذا أصبحت كثير من خيارات العلاج متاحة.

ومع ذلك، يجد الأفراد المصابون بالتوحد غالبًا أن التحميل الحسي الزائد للعالم بسبب الضوء والألوان والتباين والأشكال والأنماط، أكثر مما يمكنهم التعامل معه، ما يتسبب في تصرفاتهم أو إغلاقهم بوجه عام. هذه الحالة وراثية في بعض الأحيان وتتفاقم ببساطة بسبب التوحد، لذا إذا كان والدا الطفل يعانيان مشكلات في القراءة أو جرى علاجهما بطريقة أخرى من مشكلات الإدراك البصري، فمن المحتمل أن يحتاج الطفل إلى المساعدة أيضًا.

طريقة إيرين

طريقة إيرين هي إحدى الطرائق الفعالة لعلاج اضطرابات الإدراك البصري، وتستخدم هذه الطريقة اللون لخلق عالم أكثر تناغمًا. ربما سمعت عن هذه الطرق إذا اقترح أي شخص استخدام مرشح ألوان على الصفحة عند القراءة لتتمكن من القراءة بصورة أفضل وأسرع. ثبت أن هذه الطريقة فعالة، وإذا كان طفلك المصاب بالتوحد في مستوى نضج القراءة، فقد ترغب في تجربة مرشحات الألوان هذه لمعرفة ما إذا كان يوجد فرق في السرعة والفهم. ومع ذلك، فمن المرجح أن يستفيد طفلك المصاب بالتوحد من مرشحات الألوان طوال اليوم، وليس فقط عند القراءة.

نظارات خاصة باستخدام العدسات الملونة للتغلب على اضطرابات الإدراك البصري لدى طفل التوحد

صُنعت نظارات خاصة باستخدام العدسات الملونة للتغلب على هذه المشكلة، لا يستجيب كل طفل استجابة واحدة لكل لون؛ لذا فهي عملية تجربة وخطأ لمعرفة اللون الذي يحجب الضوء الضار، ويمكنك أيضًا اختيار استخدام المصابيح الملونة في منزلك لمساعدة الأفراد المصابين بالتوحد في مشكلات الإدراك البصري لديهم.

تساعد هذه الطريقة الأطفال في أربعة مجالات: إدراك العمق، والتفاعل الاجتماعي، والتعلم، والرفاهية الجسدية. وتساعد الألوان الطفل على تحديد مدى بعده عن شيء ما، ويصبح العالم أكثر ثلاثية الأبعاد، ما يساعد على إدراك العمق، ويتحسن التفاعل الاجتماعي؛ لأن الطفل يشعر وكأنه في عالم أكثر هدوءًا ويمكنه رؤية وتفسير تعابير الوجه بدرجة أكثر وضوحًا، وتتيح الألوان التعلم -لا سيما عند القراءة- وبوجه عام، سيشعر الطفل بتحسن؛ لأنه يساعد في تقليل الصداع والدوخة.

بواسطة اختبار هذه التقنية وغيرها للمساعدة في مشكلات الإدراك البصري، يمكنك مساعدة طفلك على التعامل بصورة أفضل مع العالم ومرض التوحد لديه.

تحقيق ضبط النفس مع التوحد

إن ضبط النفس مهارة يجد معظم الأطفال المصابين بالتوحد صعوبة في اكتسابها، وهذا لا يشمل فقط الانفجارات غير المناسبة، بل يشمل أيضًا العادات التي يمكن أن تكون شديدة الخطر، مثل العدوانية تجاه الآخرين أو التسبب في إيذاء أنفسهم، مثل ضرب رؤوسهم بالحائط.

لمنع هذه السلوكيات وغيرها، يمكن للآباء والمعلمين استخدام إحدى التقنيات للسيطرة على الميول التوحدية، وهي إدارة الذات. إن منح الطفل السلطة على نفسه غالبًا ما يكون مفتاحًا للحفاظ على السيطرة على المواقف العنيفة، وقد يكون خطوة إيجابية نحو تعلم سلوكيات أخرى أيضًا.

تعمل إدارة الذات لأن الطفل لم يعد تحت سيطرة الآخرين بصورة كاملة. من خلال تعليم إدارة الذات خلال أوقات محددة من اليوم، مثل أثناء وجود الطفل في المدرسة أو العلاج، سيكون الطفل أكثر عرضة لمواصلة ممارسة ضبط النفس خلال جميع أوقات اليوم.

والمفتاح هو تنفيذ برنامج يراقب فيه الطفل سلوكه وأنشطته. ابدأ بأوقات قصيرة من الوقت، واستمر في مراقبة الطفل من وجهة نظر أكثر سلبية. كل عشر إلى خمس عشرة دقيقة، ذكِّر الطفل بأنه مسيطر ويحتاج إلى مراقبة السلوك الجيد والسيئ والوعي به.

مراقبة الطفل نوع من أنواع تقييم الذات فعندما يكون الطفل مسيطرًا فإنه يفكر بدقة أكبر  في سلوكه

هذه المراقبة هي نوع من أنواع تقييم الذات. عندما يكون الطفل مسيطرًا، فقد يفكر بشكل أكثر دقة في السلوك في الماضي والحاضر. حدد أهدافًا واضحة مع الطفل، على سبيل المثال، وقت ما بعد الظهر دون عدوان تجاه الآخرين، أو يوم في المدرسة دون إيذاء النفس.

كل 15 دقيقة، اسأل الطفل عن حاله: "هل تم تحقيق الهدف؟".

إذا كانت الإجابة "لا"، فقد لا يكون الطفل مستعدًا لإدارة الذات، أو قد تكون الأهداف بعيدة المنال. تريد التحقق من أن الأهداف سهلة الوصول إليها في البداية، ثم تحريك الطفل نحو أهداف أكثر صعوبة في المستقبل.

عندما ينجح الطفل في مراقبة الذات، سيكون لديه موقف أكثر إيجابية تجاه التجربة.

بلا شك، جزء مهم من إدارة الذات هو نظام المكافآت، ومن وسائل مكافأة طفل التوحد أن تطلب من الطفل أن يبتكر مكافأته الخاصة، حسب اهتمامه. إن التعزيز سيجعل أهداف السلوك الجيد هذه أكثر وضوحًا في ذهن الطفل، وباختياره ومكافأته، سيشعر الطفل بالسيطرة الكاملة على نظام إدارة الذات. اختر مكافآت بسيطة في البداية، مثل الوجوه المبتسمة لكل هدف جرى تحقيقه والوجوه الحزينة لكل هدف لم يتم تحقيقه، ثم اعمل على تحقيق هدف أكبر، مثل نشاط خاص أو لعبة جديدة عندما يتم تحقيق عدد معين من الوجوه المبتسمة.

لا تتطور هذه الأنواع من البرامج بين عشية وضحاها، لذلك من المهم أن يكون لديك أنت والطفل الوقت الكافي لتكريسه لتجربة إدارة الذات. بتعزيز السلوك الجيد بالمكافآت -كما يحددها الطفل بدلًا من شخص بالغ- سيكون من المرجح أن يستمر في هذا حتى عندما لا يشارك في البرنامج. إذا كان طفلك المصاب بالتوحد ناضجًا بدرجة كافية، فقد يكون هذا برنامج علاج جيدًا لتجربته.

العطلات العائلية مع الأطفال المصابين بالتوحد

مع أنَّ التخطيط لقضاء عطلة عائلية مع الأطفال قد يجعل أي والد أو والدة ينتف شعره، فإنها قد تكون تجربة مجزية للجميع في النهاية. ولا يختلف الأمر إذا كان لديك طفل مصاب بالتوحد في الأسرة. الشيء المهم الذي يجب تذكره هو أنك بحاجة إلى الاستعداد لأي شيء تلقيه الحياة في طريقك. بالنسبة للطفل المصاب بالتوحد، يمكن أن تكون العطلات مخيفة ومربكة، أو يمكن أن تكون تجربة تعليمية رائعة، وتترك وراءها ذكريات رائعة يمكن للعائلة كلها الاستمتاع بها.

أولًا، اختر موقعك بناءً على احتياجات طفلك المصاب بالتوحد. على سبيل المثال، إذا كان حساسًا للصوت، فربما لا تكون مدينة الملاهي هي أفضل فكرة. من الممكن قضاء عطلات أكثر هدوءًا على الشواطئ الصغيرة أو بالذهاب للتخييم. بوجه عام، يجب أن تكون قادرًا على العثور على مكان يستمتع به الجميع في الأسرة.

أثناء العطلة العائلية اختر موقعك بناءً على احتياجات طفلك المصاب بالتوحد

بمجرد الوصول إلى هناك، خطط لأيامك وفقًا لذلك. على سبيل المثال، قد ترغب في رؤية المعالم السياحية في وقت مبكر جدًّا أو متأخر من اليوم لتجنب الحشود. قد ترغب أيضًا في التفكير في أخذ إجازتك خلال وقت الركود، إذا لم يتعطل عمل أطفالك المدرسي. يمنح هذا طفلك المصاب بالتوحد مزيدًا من الراحة إذا كان متوترًا في المواقف المزدحمة، ويمنحك راحة البال. عند اختيار مكان، لاحظ أيضًا مدى بعده عن منزلك. كيف ستصل إلى هناك؟ إذا كان عليك التعامل مع المطار، فتذكر أن الأمن قد يضطر إلى لمس طفلك وكن مستعدًا لذلك.

اختر مكانًا وأنشطة يمكن للجميع الاستمتاع بها، ولكنها توفر أيضًا فرص التعلم والتفاعل الاجتماعي لطفلك المصاب بالتوحد. على سبيل المثال، قد يستمتع الطفل الذي لا يحب أحاسيس اللمس بالرمال الناعمة على الشاطئ، ويمكن أن توافر الأمواج نوعًا مختلفًا تمامًا من الشعور له أو لها. كونه في الخارج، يُعد الشاطئ أيضًا مكانًا رائعًا لطفلك للصراخ دون إزعاج الآخرين. قد يستفيد الأطفال الذين لا يستجيبون عادةً من المتحف، إذ يمكنهم طرح الأسئلة، ويمكنك طرح الأسئلة عليهم.

تذكر أن معظم الأشخاص الذين يقضون إجازتهم في المكان الذي تختاره لن يكونوا قد تعاملوا مع التوحد من قبل. حاول أن تتفهم جهلهم، ولكن دافع عن طفلك إذا تعرض لمعاملة غير عادلة. تعرف على القوانين الدستورية لطفلك، وكن على استعداد للتنازل.

على سبيل المثال، إذا كان أحد المطاعم مترددًا في تقديم الطعام لك بعد أن تسبب طفلك في مشاجرة هناك الليلة الماضية، اشرح لهم الموقف، واسألهم عما إذا كان من الممكن أن تأخذ طعامك معك، حتى لو لم يكن هذا هو الحال عادةً. حاول ألا تكون وقحًا مع الناس؛ فكثيرًا ما يحدث التحديق، ولكن بدلًا من التعليقات الساخرة أو النظرات الوقحة، تجاهلها قدر الإمكان، وركز على قضاء وقت ممتع مع عائلتك.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

اشكر شهد تحياتى الحارة لذوقك
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

كلام مفيد جدا والله
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقال شيق ومفيد جدا
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة