دان براون ساحر الروايات التي تذوب فيها الحدود بين الواقع والخيال، يصوغ في روايته (ملائكة وشياطين) معركةً ملحمية بين قوتين عظيمتين: العلم المُطلق والدين المُقدس!انطلق مع البروفيسور روبرت لانغدون في مهمةٍ ضد الزمن داخل دهاليز الفاتيكان السرية، حيث يحيك تنظيم (المتنورون) القديم مؤامرةً لإبادة الكنيسة عبر قنبلة المادة المضادة، في حين جثث الكرادلة تتهاوى مع كل ساعة تمر! من شفراتٍ غامضة منحوتة على الجثث، إلى صراعٍ تاريخي بين الكنيسة والعلماء، ومواقع أثرية حقيقية تختفي خلفها أسرار دامغة.الرواية ليست تشويقًا فحسب، بل رحلة إلى حيث يُسائل العقلُ الإيمان، ويُصبح الخطرُ إبداعًا! هل ينجح لانغدون في فكّ الألغاز قبل أن تُدمر روما؟ أم أن العلم سيُحرق كلَّ مقدس؟ هذا الملخص طُعم، فالحقيقة في المقال ستُذهلك!
إذا كنتَ من محبي الروايات التي تدمج بين التاريخ، والعلم، والدين بجرعة كبيرة من التشويق، فلا بد أنك صادفت اسم دان براون، الكاتب الأمريكي الذي حوَّل الأسرار القديمة إلى كوارث أدبية تخطف الأنفاس.ولد براون عام 1964 في نيوهامشير، ونشأ في بيئة جمعت بين العلم والدين، ما ترك أثره الواضح في أعماله اللاحقة. بدأ مسيرته مدرسًا للغة الإنجليزية، لكن شغفه بالأسرار والشفرات دفعه إلى عالم الكتابة، حيث أطلق روايته الأولى (الحصن الرقمي) عام 1998، ليصبح لاحقًا أحد أكثر المؤلفين مبيعًا في العالم بفضل روايته الأشهر (شيفرة دا فينشي).
(ملائكة وشياطين).. حيث يصطدم العلم بالدين
تُعد رواية (ملائكة وشياطين) (2000) ثاني أعمال براون، لكنها الأولى من جهة الجرأة في كشف الصراع الخفي بين المؤسسة الدينية والعلم، وتدور الأحداث حول البروفيسور روبرت لانغدون، خبير الرموز الذي نتعرف عليه لاحقًا في (شيفرة دا فينشي) الذي يُستدعى إلى سويسرا للتحقيق في جريمة قتل عالم فيزياء مرتبطة بتنظيم سري يُدعى (المتنورون)، يخطط لتدمير الفاتيكان انتقامًا من الكنيسة.
عناصر التشويق.. سباق ضد الزمن
تبدأ الرواية بجثة العالم ليوناردو فيترا، الموشوم على صدره شعار المتنورين، ثم تتسارع الأحداث مع اختطاف 4 كرادلة وتهديد الفاتيكان بـ(قنبلة المادة المضادة) التي صنعها العلم الحديث، وهنا يبرز براون في نسج خيوط المؤامرة:
-
الرمزية التاريخية: يستخدم رموزًا مثل العناصر الأربعة (النار، الماء، الهواء، الأرض) التي تُنقش على جثث الضحايا، ما يربط بين العلم القديم والحديث.
-
المواقع الأثرية: يقود لانغدون والعالمة فيكتوريا فيترا في رحلة عبر سراديب الفاتيكان ومقابره السرية، ما يمنح القارئ جولة في قلب التاريخ المسيحي المُعتم.
-
الحوارات الفلسفية: مثل نقاش لانغدون مع طلابه عن الإرهاب كـ"سلاح سياسي" يهدف إلى زعزعة الإيمان بدلًا من قتل الأبرياء.
لماذا أثارت الرواية ضجة؟
-
جرأة الطرح: كشفت الرواية عن تناقضات تاريخية بين الكنيسة والعلم، مثل محاكم التفتيش واضطهاد العلماء، ما أثار جدلًا عن (نظرية المؤامرة).
-
الخيال الممزوج بالواقع: دمج براون بين حقائق علمية (مثل تجارب مركز سيرن) وأحداث خيالية، ما جعل القارئ يتساءل: أين ينتهي الواقع ويبدأ الخيال؟
-
الترجمة الناجحة: على الرغم من تعقيد الموضوعات، نجحت الترجمة العربية في الحفاظ على إثارة الرواية، ما أسهم في انتشارها الواسع في العالم العربي.
اقتباسات تُلخّص فلسفة الرواية
-
«الخوف يشلّ أكثر من أي أداة حرب أخرى».
-
«العلم هو لله... فمتى كانت آخر مرة سار فيها أحد على الماء؟ العجائب الحديثة تنتمي إلى العلم».
-
«العدو الأكثر خطورة هو الذي لا يخشاه أحد».
نجاح يتجاوز الصفحات
حققت الرواية مبيعاتٍ تجاوزت 16 مليون نسخة، وترجمت لأكثر من 50 لغة، وحُولت لفيلم سينمائي عام 2009، لكن سرّ نجاحها الحقيقي يكمن في قدرة براون على تحويل التاريخ إلى لغز، والعلم إلى بطولات، والدين إلى ساحة صراع أبدي بين الخير والشر.
في النهاية، (ملائكة وشياطين) ليست رواية تشويق فحسب، إنها رحلة إلى أعماق النفس البشرية حيث يتصارع الإيمان مع الشك، والعلم مع الغيب، لم يكتب دان براون روايةً، بل صاغ أسطورةً حديثة تذكرنا أن الحقيقة أحيانًا أغرب من الخيال.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.