توجد جهود مكثفة، وأعمال شاقة، تصنع النجاح الذي لا يأتي دون مجهود أو كفاح؛ فالنجاح لا يأتي من فراغ أو إهمال. يقول بعض الناس: إنه لا نجاح دون حظ، وإن كل من نجح ابتسم له الحظ، وأسهمت عوامل أخرى لا دخل له فيها صنعت نجاحه، وخدمه بعض المعارف ومهَّدوا له الطريق.
كل هذه مبررات ساقها الفاشلون حتى يبرروا سر فشلهم، وأنهم اجتهدوا لكن الحظ خانهم، ويريدون منا أن نصفق لهم. لكن هيهات، فحتى لو خانهم الحظ فهم افتقدوا الجَلَد، وانسحبوا من الميدان، لذا كانوا ضحية لعدم الإصرار على مواصلة الطريق.
صحيح توجد أفعال مهدت الطريق، والتزم بها من أراد النجاح حتى تفوق في عمله، وكانت هي سر نجاحه، ولكنني ضد من يقول إن القدر أدى دوره في صناعة النجاح؛ لأن كل واحد جاءت له ألف فرصة لكنه أغمض عينيه، وكانت حساباته غير مدروسة، ولم يطور نفسه.
وهنا أقول: لماذا لا ينجح كل شخص؟ لأنه لم يصح مبكرًا مع تباشير الصباح، وأهمل فرصة الوقت المتاح أمامه؛ لذلك يجب أن يلوم نفسه، ويختار في تعامله العناصر التي يمكن أن يحصل منها على طاقة إيجابية.
أما الناجح فقبل أن يذهب إلى النوم ليلًا، فإنه جهز نفسه جيدًا لليوم القادم؛ حتى يؤدي فيه أفضل من اليوم السابق، واختار بعض الوقت ليجدد طاقة ذهنه بالقراءة قبل نومه؛ حتى يعرف كل ما يجري حوله، أو قرأ كتابًا مسليًا يخفف عن كاهله عناء يوم طويل؛ لأن القراءة اليومية تخرج العقل من توتره وتحسن الذاكرة، إضافة إلى زيادة معرفته وإدراكه.
فقد أثبتت الدراسات أن القراءة حتى لو بضع دقائق تؤدي إلى تراجع التوتر لدى الإنسان، وتحسن صحة عقل الإنسان على المدى البعيد، وفيها تحفيز للعقل، ومن خلالها يمكن أن تطرأ فكرة جديدة يحاول أن ينفذها.
ويمارس رياضة المشي في المتنزهات قبل النوم حتى يخرج العقل من كل المتاعب التي حصدها طوال اليوم؛ لأن المشي ليلًا هو الوسيلة المثالية لتصفية العقل بعد يوم شاق، فالمشي فرصة جميلة لصحة الجسم؛ لأنه يترتب عليه مزايا أخرى من الإبداع، وهذا هو أفضل وقت لتدفق الأفكار الجديدة إلى العقل، فقد يكون المشي ليلًا هو ما يحتاج إليه الإنسان لإيجاد حل رائع ومبتكر!
أيضًا فالتأمل أوقات طويلة بانتظام يصفي الذهن من كل رواسب المتاعب التي تركن داخله مدة طويلة، وتحتاج إلى تفريغها بعيدًا.
لكن في بعض الأحيان، يكون الهدوء والسكون في الليل هو أفضل وقت للإبداع، والشيء الأكثر إثارة للاهتمام، فإن أفضل وقت للإبداع هو قبل النوم مباشرة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.