خواطر «التيه».. ج3

نبدأ من حيث انتهينا في الجزء السابق..

...

«أتذكر ذلك اليوم الذي شعرت فيه بأن كل شيء ممكن...» بهذه الجملة نصحني الذكاء الاصطناعي ببدء جملة ثم فقرة ثم مقال جديد، وللحق لا أعرف كيف أكمل تلك الجملة بأي كلام، فأنا حقًا لا أتذكر أنني أحسست بهكذا شعور في حياتي، فأنا لم يكن لدي يومًا ما هدف، لكن لحظة...

إنني أتذكر رغبتي بأن أكبر لأصير عالم فلك أو رائد فضاء أو مخترعًا، وكل رغبة من هؤلاء دُفنت تحت ركام وركام من الأنقاض التي تُسمى حياتي، وتركت الرغبة وراء الأخرى حتى صرت أتمنى أن أصير كاتبًا، وتلك الرغبة الوحيدة حاليًا التي أحاول التمسك بها.

إنني أمر بمشاعر غريبة ومختلطة، أنظر للحياة نظرة يمكن أن يفسرها الآخرون أنها سوداوية، مع أنها في رأيي رمادية باهتة، فأنا لا أهتم أو أنتزع من نفسي الاهتمام، فما رغبت بشيء حقًا وحدث كيفما أردت أو وقتما أريد، بعد هذا لم أعد أعرف ماذا أريد حقًا، وللمفارقة وجدت حالتي تلك في اقتباس لهاروكي موراكامي يقول: «عشت طوال حياتي لا أحصل على ما أريد وقتما أريد، هل تتخيل؟ أي حياة قد يعيشها المرء بعد ذلك؟».

الإحساس بالتيه جاء من أنني لم أحصل على رغباتي أو جاءت بعدما فقدت الشغف تجاهها، وأصبح وجودها بلا معنى لي، فأصبحت أسير في حياتي لا أبحث عن رغباتي بل أقرب لتحقيق رغبات الآخرين، متجاهلًا رغباتي الشخصية، ولم يعد لي من الطموحات من شيء، الكتابة تتطلب وقتًا ومجهودًا ولا أعرف متى قد أصل وأين قد أصل بها بالأساس لأقول إنني نجحت؟!

إنني سقيم، الجو مملوء بالغيوم الداكنة، والرعد يعلن وجوده باستمرار، ربما منذرًا إيانا بهطول جيوشه الجارفة من بوابات السماء، صوت الشيخ العجوز يصدح بالقرآن، في حين أنا أجلس مفكرًا متأملًا ذاتي وحياتي ولا أعرف السبيل للخلاص.. تُرى ما السبيل للخلاص؟

من الجميل أن تنتابني المشاعر من جديد، أن أشعر بشيء آخر غير البؤس والحزن، إن إحساسي بالحماس تجاه الكتابة وإنهاء جزأين سابقين لهذا المقال شيء جميل يفوق الوصف لي، لكنني لا أكتفي وأبحث دومًا عن أحد ما لأشاركه ما شعرت به من حماس، لطالما أردت أن أشارك أحدهم حبي وحماسي لما أفعله، فعندما بدأت بمشاهدة مسلسلات الأنمي كنت سعيدًا بمشاركة تجربتي، وهذا واضح عندما كتبت مقالًا سابقًا فيه ترشيحات لما قد تراه إن كنت مبتدئًا في ذاك العالم والفلسفة الخاصة فيه، وعندما بدأت بالقراءة فعلت الأمر ذاته وبدأت بترشيح أعمالٍ عدّة قد قرأتها وأعجبتني.

إن كل هذا يشعرني أنني ربما أجد مكانًا يكون كالبوصلة لأهتدي لطريقي، أو يكون كمنارة تكون مركزًا لي.....

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

رائع ي صديقى حقا بهذة الكلمات
عبرت عن أشياء فعلا تدور بداخل
الكثير منا 🙏🌹
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة
بقلم امجد احمد عطيه العجارمه
بقلم محمد ابراهيم عباده
بقلم بسمة رمضان السيد
بقلم سماح منذر حلاق
بقلم أمير رمضان إسماعيل
بقلم أمير رمضان إسماعيل