خواطر أدبية | الوداع
..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإني أخط بين يديكم هذا الكتاب بحبر ممزوج بكلمات الوداع، أتلوها عليكم... علها تجد مستقبلًا ينتفع بها أو منصتًا لها تؤثر عليه.
قالو قديمًا أن لا شيء أصعب من الفراق لا يأتي ولا يذهب إلا وقد ترك علامة تدل عليه من جرح عميق لدى صاحبها... فتبقى الذكريات تزين المشهد بحرقة يتمنى لو يعود... لو يعود.. ويقول... ويصحح... لكن هيهات من عودة ناشدها إياها فأبت.
الوداع ليس إلا سكين تستله من مشاعرك لتفطر به قلبك، الوداع ليس إلا لحظة أقصر من رمشة عين، لا تعرف أتفرح لأن كل منكما وجد رزقه ومستقبله حيث هو، أم تبكي لأنك قد لا تراه ولا يراك... أو تكون المشاعر مختلطة حيث لا تفهم نفسك، مضنك لكن مطمئن، فرح لكن حزين، سعيد لكن مكتئب ومرتبك.
آه من أفكاري المشتتة أريد ان أكتب له هذا الوداع..
إلى صديقي الذي عشت معه سنين عمري بأفراحي وأتراحي، إلى من أمسك بذراعي وطلب مني أن أمده بالأخرى حتى يحملني بكل قوة وحب، إلى الذي لم أجد مثله من شخص...
فإذا بي أراه يذبل أمامي ويقول كلماته الأخيرة قبل الوداع الأخير، يبتسم وينظر إلي بكل ما أوتي من قوة، ينسيني آلامه لكي أشاركه ابتسامته ويشعرني وكأن ما به من شيء..
أصرخ صرخة بداخلي وأنا أشاهده أشعر بنبضات قلبي المتسارعة أحس بدمي صاعدًا فجأة إلى عقلي، وأقول: يا رب ارحمه، ارحم جسده الضعيف هذا، ابتسامة كهذه يجب ألا تندثر، قلب كهذا يجب ألا يتوقف، روح كروحه يجب ألا تموت يجب أن تبقى تسبح وتطفو بعيدًا في الآفاق... ثم أتذكر أن هذه سنة الحياة... وتسقط دمعة حارة عبر جبيني تشفي غليلي الفياض.
فأقول له كلماتي الأخيرة... فلتعلمن أنك كنت أقرب إليّ من حبل الوريد... سكوت يعم المكان... فيسترد البارئ أمانته إليه... فأشعر أني فقدت جزءًا كاملًا من جسدي وروحي.
أودعه... فأخرج...
الصداقة الحقيقية هي تلك التي يتحد فيها شخصان في جسد وروح واحدة فيتولد منها الحب وحقيقةً صعب أن تجد صديقًا مخلصًا أو خليلًا في هذا الزمان.
ولن يفهم مشاعري إلا صديق عزيز.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.