بسبب الانفتاح غير المسبوق الذي تسببت فيه مواقع التواصل الاجتماعي، فلم تعد العلاقات هي التي نعرفها من علاقات مباشرة معروفة .. أم .. أخ .. أب .. زوج، بل نشات أنواع وأشكال متعددة من العلاقات تزيد يوميًا على غرار( الأنتيم) أو ( الكراش) والزميل والصاحب، لا سيما بين الفتيات والشباب وبصورة كبيرة، ولأن الفتاة تبحث طيلة الوقت عن الحب.. نعم إنها تبحث عن شيء ما ينقصها في كل علاقة تدخلها، معظم البيوت ينقصها الاحتواء والاهتمام والحنان، لذا فالفتاة تكبر وتتفقد العالم من حولها وتبدأ في البحث عما لم تجده وتظمأ إليه روحها، على عكس الشاب الذي نادرًا ما نجده يتوسع في علاقاته بحثًا عن دعم معنوي ما، وإنما لكل منهم سبب مختلف يتوقف على طبيعة الشاب نفسه.
وهنا تبدأ الفتاة بالتساؤل.. هل يعني تصرفه هذا أنه يحبني؟ هو الآن متصل.. فهل سيحدثني.. تدخل على صفحته مرات عديدة تتأمل صورته وما ينشر من أشياء على صفحته، تلجها عشرات المرات يوميًا، تفكر فيه وتحلل كل كلمة، ولما لاحظ المجتمع هذه الظاهرة بدأت فيديوهات اليويتوب المشهورة والموضوعات على غرار ( علامات تعرف بها من يفكر بك) أو (كيف تجعلينه يحبكِ في ثلاث خطوات) أو ( خطوات ليتقدم لخطبتكِ) وغير هذا الكثير، من يتصفح اليوتيوب سيجد العشرات بل وربما المئات من أمثال هذه الموضوعات وكذلك في المنتديات وعلى مواقع التواصل، تصفحت بعضًا منها لفترة ما، أنهي واحدًا ليبرز واحد جديد يثير فضولي فأفتحه وأسمعه بدقة .. وفي النهاية ما المعلومات التي خرجت بها؟
أنت ستشاهد الفيديو وتبدأ بتطبيق الخطوات إياها على علاقتك، قد تجد جميع العلامات في أحوال نادرة، لكن الأغلب أنك تجد مثلاً خمسة من عشرة من العلامات، فما يزيدك هذا إلا غموضًا وتساؤلاً، تحرك الفأرة على موضوع آخر ربما يجيب على تساؤلاتك، فيزيد من حيرتك، مثلما نمسك بزهرة ونبدأ في قطف أوراقها متسائلين .. يحبني .. لا يحبني..!
البال أصلاً مشغول بهذا الشخص لا يود التحرر منه، لا ينفك عقلك يفكر به في كل لحظة دون راحة، حتى في نومك تحلم به وتفسر حلمك على أساس مما تريده، وهو في الغالب حديث نفس لا أكثر.
بالتدريج صرت أسيرًا لهذا الشخص وهو لا يعلم أدنى علم عما تعانيه، أنت من وضعت نفسك تحت قبضته، وما زادتك تلك الفيديوهات والموضوعات إياها إلا عذابًا، تقرأ تحليل ما فتجده لا يناسبك، تفكر في مراسلة صاحب الفيديو مثلًا على الخاص ليفسر تصرفاته بصورة فردية، حتى لو قال لك أنك تحلم وانه لا وجود لمشاعرك تلك إلا في خيالك فلن تصدقه، لأنك لا تريد سماع هذا منه، لم تراسله لتسمع منه الحقيقة.
فأية حياة هذه بالله عليك ؟ وكيف تأكل وتشرب وتنام وتمارس حياتك بينما هناك آخر يسيطر على دماغك بهذه القوة وأنت من أعطيته الفرصة ليفعل، انشغالك الزائد بالعلاقة لم يريحك، ربما يكون الألم الذي تشعر به إزاء هذا التفكير الزائد هو إنذار من الله تعالى لك لتتوقف فورًا عن علاقة محرمة، وها هي ذي تشغلك وتعذبك وأنت تدور حول نفسك.. هل يحبني أم لا.. وماذا أعني بالنسة له..
وتتساءل الفتاة.. إن كان يحبني فلِم لا يأتي لخطبتي، وإذا استبدت بها الحيرة وشرعت في سؤاله مباشرة فأنا واثقة أن أغلبهم سيندهش كثيرًا وهو يجيبها في براءة: أي زواج هذا الذي تفكرين فيه؟ نحن أصدقاء وأنا لم أعدكِ بشيء!
موضوع يجر موضوع.. وفيديو يجر آخر.. ودوامة العلاقة السامة لا تنتهي، فلتنهها أنتِ على الفور وتعطي لهذا الشخص حجمه الحقيقي قبل أن تذهب إلى منطقة اللاعودة، وتأتي محملاً بقدر هائل من الخذلان، كفي أرجوكِ عن مراقبته ودربي نفسكِ على مرور اليوم دون ولوج صفحته أو معرفة آخر وقت لاتصاله، تحرري منه ومن كل علاقة مؤذية، ولا تستمعي لهذه الموضوعات التي تحلل كل شيء مثل عنوان هذا المقال الذي وضعته للفت الانتباه ليس إلا، لأن من يفعل هذه العلامات قد يكون لأهداف أخرى غير الحب، فالمحب حقًا قد لا يتحدث إليكِ مطلقًا ولن تعلمي شعوره قط إلا حين يتقدم لخطبتكِ فقط، وعدا ذلك هراء.
خمس علامات تؤكد أنه يفكر بكِ .. كم وجدتِ منها ؟
ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.
ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..
أحسنت ، فعلا كلام سليم !
أحسنت جميلة وكلام حقيقى
🌷🌷🌷
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.