رغم أن تحليل الخبراء وأدوات الكشف الجديدة مطلوبة للتزييف العميق للتسجيلات الصوتية التي لا يستطيع حتى أصدقاء المتحدث تمييزه. فغالبًا ما يتعرف الصحفيون على التلاعب الواضح في كثير من المقاطع الصوتية على الفور، بناءً على معرفتهم بالشخص المعني.
علامات التسجيل الصوتي المزيف
وتوجد علامة أخرى ترجح أن التسجيل الصوتي مزيف وهي:
- انخفاض جودة التسجيل
- انعدام السياق
- أو مجرد الحس السليم بوجود تناقض بين ما يقال وبين المتوقع من المتحدث قوله.
لكن الخبراء يحذرون من أن الشك هو بداية الطريق، ولكنه مجرد جزء صغير من عملية الكشف عن تزييف التسجيل الصوتي. ثم تأتي عملية الكشف عن التزييف استنادًا إلى الأدلة، وتسليط الضوء على الصوت الحقيقي في القصة التي يسمونها: "ساندويتش الحقيقة"، وتتبع مصدر عملية الاحتيال ودوافعه لانتحال شخصية المتحدث، وكلها أمور لها القدر نفسه من الأهمية.
خطوات اكتشاف التزييف العميق
وفيما يلي خطوات عملية لتحليل التزييف العميق الصوتي المحتمل.
أولًا: عليك الإبلاغ عن المقاطع المشتبه في كونها مزيفة، ونشر ذلك مبكرًا، فقد أفاد المحررون بأن نشر سطر نصيحة للجمهور بشأن المكالمات الصوتية والمكالمات الآلية المشبوهة - باستخدام رقم واتساب مخصص للتصدي للشائعات والمعلومات المضللة، على سبيل المثال - يوفر ما يمكن أن نعده نظام إنذار مبكر فعال ضد الشائعة والمادة المزيفة.
وكشف مشروع كومبروفا الكلاسيكي في البرازيل - وهو تحقيق متخصص في فضح التضليل الانتخابي، شاركت فيه 24 مؤسسة إعلامية - حكمة غرف الأخبار المتنافسة التي تنشر رقم واتسآب نفسه وتشارك النتائج، للاستفادة الكاملة من قوة الجهد الجماعي والقوة العقلية الإجمالية للمجتمع.
وتوفر بعض الخدمات الصحفية تنبيهات فورية لفضح مقاطع الصوت المعالجة بتقنيات التزييف العميق إلى بريدك الإلكتروني، مثل مجموعة الدفاع عن الحقيقة، Reality Defender.
ويمكن أن يساعد التعاون بين المؤسسات الصحفية أيضًا في تحديد الحملات المنسقة التي تستخدم مقاطع صوتية مزيفة مختلفة.
ومن المفيد أيضًا مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي التقليدية وقنوات الاتصال المفتوحة مع منظمات التحقق من الحقائق ومجموعات الدردشة الخاصة بالصحفيين السياسيين.
وتحتاج غرف الأخبار إلى نظام إنذار مبكر ثانٍ للصوت المزيف الذي ينتشر بسرعة كبيرة، لمعرفة أي منها يجب إعطاء الأولوية له، وفضح زيفه على نحو بارز، وتتبعه.
ويُعد الظهور المفاجئ لمقطع صوتي عبر كثير من منصات التواصل الاجتماعي مؤشرًا مبكرًا، في حين أن أدوات التحليل مثل BuzzSumo يمكن أن تمنحك فكرة عن معدل مشاركة المقطع، ويمكن أن يكون التضخيم من قبل المصادر الناشطة على وسائل الإعلام الحزبية إما انعكاسًا أو سببًا لانتشار ترندات ضارة.
تذكر أن المقاطع المشبوهة التي تحتوي على مواطن الخلل وعدم تناسق الصوت قد تكون حقيقية. فقد يكون الصوت غير الطبيعي نتيجة لقراءة نص تحت ضغط شديد، وهي ظاهرة مألوفة في التصريحات "الحقيقية" التي يدلي بها أشخاص تحت التهديد مثل الرهائن.
وفي الوقت نفسه، يمكن أن تكون مواطن الخلل المشبوهة في مقاطع الفيديو منخفضة الجودة "من المحتمل أن تكون آثارًا ناتجة عن الضغط كدليل على التزييف العميق".
التحقق من الأخبار
يحتاج الصحفيون ومدققو الحقائق إلى بيانات قائمة على الأدلة للتصدي على نحو فعال للتزييف الصوتي الذي يُنشر بواسطة الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، حتى عندما تبدو واضحة.
وهنا تكون مصادر التحقق من الحقائق، وخبراء اللغة الأم، وفرق الاستجابة السريعة للتزييف العميق، وأدوات الكشف هي الأكثر أهمية.
ويؤكد خبراء تكنولوجيا الإعلام، مثل شيرين أنلين، أيضًا على أن الصحفيين يجب أن يبدؤوا بوسائل التحقق التقليدية - مثل البحث العكسي عن الصور، والمقابلات مع المصادر، والأدوات العدّة الموجودة في دليل التحقق الخاص بكريج سيلفرمان - لتعزيز جهودهم لكشف الحقيقة.
وبما أن غرف الأخبار لا يمكنها "إثبات النفي" - أي إن المرشح لم يقل أبدًا البيان المزيف - فإن المراسلين مجبرون على التركيز على مصدر المقطع نفسه، وعلى إنشائه ونشره.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن المراسلين يمكنهم، بل ويجب عليهم، تحديد وتسليط الضوء على مقطع تم التحقق منه مما قاله المرشح حول القضية نفسها التي تمت مناقشتها في الملف المزيف.
وأن هذا المحتوى الصادق يجب أن يهيمن على الجزء العلوي من القصة الإخبارية، حتى العنوان الرئيس إن أمكن.
الأهم من ذلك: يؤكد الخبراء على أن ثقة وسائل الإعلام هي العنصر الأكثر أهمية في مكافحة التزييف الصوتي العميق الذي يعتمده الذكاء الاصطناعي، وأن تكون وسائل الإعلام صارمة للغاية وتستند إلى الأدلة في تغطيتها السابقة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.