خطوة بخطوة نحو تدريب طفل طيف التوحد على دخول الحمام

أحد التحديات الكبيرة التي تواجه أمهات أطفال طيف التوحد هي مسألة دخوله الحمام. مثل كل الأمهات ترغب أمهات طفل طيف التوحد دخول طفلها الحمام بمفرده، وقضاء حاجته دون مشكلة أو أزمة حقيقية.

تمثل هذه المسألة عائقًا كبيرًا أمام التحاق أطفال طيف التوحد بالروضة فالمدرسة؛ لذلك يجب على الأمهات التعامل مع هذه المسألة في وقت مبكر وبأسرع وقت ممكن دون تلكؤ أو تأخير.

اقرأ أيضًا: كيف يعتاد الطفل استخدام البوتي؟

السن المناسب

والسؤال الآن: ما السن الذي يجب أن تنضبط فيه مسألة دخول الحمام لدى طفل طيف التوحد؟

الجواب، في عمر عامين ونصف حتى ثلاثة أعوام ونصف، يُفترض خلال هذه المرحلة العمرية أن يكون طفل طيف التوحد قادرًا على دخول الحمام وقضاء حاجته بمفرده.

مشكلة طفل طيف التوحد أنه تعوَّد منذ لحظة ميلاده على لبس الحفاضة -البامبرز- بالتالي عند الرغبة في قضاء الحاجة يقوم بها دون مشكلة، لذلك لا حاجة لديه بأن يتحكم في نفسه، وقتما يشاء يفعلها.

لذلك أول قاعدة نحو تدريب الطفل على الحمام، هي طاعة الطفل وتنفيذه تعليمات الأم؛ لأنه ليس من المنطقي تعليم طفل طيف التوحد أية مهارة دون طاعة ما يطلب منه.

هذا معناه أنه لا يمكن البدء بتدريب الطفل على الحمام إن لم يكن مطيعًا لتعليمات الأم، في الأقل أن يصل لدرجة جيدة من تنفيذ الأوامر، حتى يمكنه وقتها تدريبه على دخول الحمام.

اقرأ أيضًا: كيف تنقذ طفلك من التوحد؟ خطوات عملية

نقلة كبيرة

فكرة أن يتخلى طفل طيف التوحد عن البامبرز الذي ظل سنوات معه، صعبة جدًّا، لذلك تواجه الأمهات تحديًا كبيرًا ورفضًا قاطعًا من الطفل حيال التخلص من البامبرز الذي اعتاد عليه طيلة السنوات الماضية، ما يعني ضرورة التدرج معه من الانتقال من البامبرز إلى دخول الحمام.

أما حلم الأمهات بالانتقال السلس لطفل طيف التوحد من مرحلة البامبرز إلى الحمام، فهذا غير معقول؛ لأن الروتين جزء أساسي في حياة طفل طيف التوحد، ولا يمكن التخلي عنه بسهولة؛ ما يعني ضرورة التدرج خطوة بخطوة مع الطفل.

اقرأ أيضًا: لماذا يجب على أمهات أطفال طيف التوحد الحذر من هذه الأطعمة؟

الخطوة الأولى

الخطوة الأولى تعريف الطفل مفهوم الحمام، وماذا يعني بالنسبة، ولماذا عليه دخول الحمام، وغيرها من الأشياء التعريفية لطفل طيف التوحد بهذه المسألة الجديدة عليه.

على سبيل المثال، الأسبوع الأول، تعريفي بالحمام بحيث يدخل الطفل الحمام مع إخوته أو والديه ويتعرف على المكان الذي سوف يجلس عليه؛ من أجل بناء علاقة بينه وبين المكان الذي سوف يقضي فيه حاجته، ويمكن الاستعانة بالفيديوهات والصور التي تشرح وتوضح ذلك، وهذا من الاستخدامات الإيجابية للهاتف المحمول.

اقرأ أيضًا: تعرف على فوائد استخدام الهاتف النقال في تدريب أطفال التوحد

 

الأسبوع الثاني

الأسبوع الثاني ننتقل لمرحلة أخرى وهي أن يجلس الطفل ويحاول قضاء حاجته، وهو ما سوف يقابل برفض شديد؛ نظرًا لأن الطفل غير مستوعب الفكرة.

الفكرة هنا معرفة من يكون صاحب النفس الأطول، الطفل أم الأم؟ يجب على الأم الإصرار على جلوس الطفل على الحمام، وكلما حاول الوقوف والخروج من الحمام، نجبره على الجلوس وهكذا مدة 5 أو 6 مرات في اليوم.

طفل طيف التوحد تكون لديه رهبة كبيرة من الحمام وهو مفتوح، لذلك يفضل أن تُغلق الفتحة المخصصة لجلوس الطفل عليها في الأسبوع الثالث، حيث يتم تدريب الطفل على الجلوس دون بامبرز ودون النصف السفلي من الملابس بحيث تزول رهبته من الجلوس عليه.

يكون التدريب على ذلك 5 أو 6 مرات يوميًّا، مع الاستمرار في عرض الصور والفيديوهات والأشياء التوضيحية الأخرى عن دخول الحمام.

في الأسبوع الذي يليه نأخذ خطوة أخرى للأمام، تتمثل في دخول الطفل الحمام والفتحة المخصصة للجلوس مفتوحة كما الوضع الطبيعي لقضاء الحاجة مدة 10 دقائق 5 أو 6 مرات يوميًّا، والإصرار على جلوسه أمام محاولات خروجه، والفكرة هنا أن يتعود على المكان والجلوس.

الطفل الآن أصبح بإمكانه الدخول إلى الحمام دون البامبرز والجلوس على الفتحة المخصصة لقضاء الحاجة، ولكن دون إتمام العملية، في الأسبوع الذي يليه على الأم اختيار الأوقات التي يريد الطفل دخول الحمام فيها، وإتمام العملية على نحو سليم، وهذا يحتاج من الأم معرفة أوقات قضاء الطفل حاجته.

الطفل كالعادة يحاول الهرب، ولكن على الأم أن تصر على جلوسه، مستغلة في ذلك حاجته الشديدة لقضاء حاجته. على سبيل المثال، الطفل بعد استيقاظه من النوم بعشر دقائق يدخل الحمام، تدخله الأم الحمام في هذا التوقيت والانتظار معه لحين إتمام العملية.

اقرأ أيضًا: تعرَّف على أفضل طريقة لتعديل سلوك طفل طيف التوحد

طفل التوحد لا يعمل مجانًا

ما يجب على أمهات طيف التوحد إدراكه أنه لا يعمل مجانًا، بل لا بد من مكافآت، بمعنى ربط دخول الحمام بأشياء يحبها، سواء أكانت ألعابًا أم حلوى أم غيرها، ويفضل أن تكون ألعابًا بحيث يصطحبها معه داخل الحمام إلى أن يقضي حاجته.

مرة، فالثانية، فالثالثة، يتعلم الطفل دخول الحمام عند الرغبة في قضاء الحاجة إلى أن يصبح الأمر له روتينيًّا، وتصر الأم على رفض لبس البامبرز بعد الوصول إلى هذه المرحلة، واستخدام الثواب والعقاب في مسألة قضاء الحاجة ودخول الحمام.

بمعنى أنه مطالب بأن يقضي حاجته داخل الحمام، بحيث يكون دخول الحمام وقضاء الحاجة له أمرًا محببًا؛ لأنه مرتبط بالمكافآت والأشياء التي يحبها، والعكس شديد.

من الأشياء الجيدة هو تصوير الطفل بعد نجاحه في قضاء حاجته بمفرده والإشادة به أمام أفراد أسرته من الأب والإخوة، ومكافأته بأشياء يحبها من أجل تحفيزه على مواصلة هذا الأمر، لأنه يدرك أن دخوله الحمام سوف يعود عليه بكثير من المكاسب.

وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل هذه المقالة عن أفضل الأساليب لتدريب طفل طيف التوحد على دخول الحمام.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة