إن عصرنا الحديث يزخر بكثير من التطورات في شتى المجالات العلمية والعملية، لا سيما الثورة المعلوماتية الكبيرة والهائلة التي صارت سيدة على الذهنية العامة، وقد نتج عن ذلك زحام فكري كبير على المستوى الفردي الذي بطبيعة الحال وعلى نحو خبيث يفضي إلى تشتت ذهني، وعدم قدرة على التركيز والتحليل والتخطيط السليم.
أو بمعنى آخر عدم القدرة على التفكير العميق الذي يعني التركيز على موضوع أو شاغل معين بذهن متقد ومتمعن؛ ما يؤدي إلى فوضى في حياة الشخص وضحالة في أفكاره، وهذا ما نلسمه حقًّا في أنفسنا في كثير من الأوقات؛ ما يسبب الضيق والإحباط والشعور بالسطحية، لذا فإنّ السعي للوصول لهذه الدرجة من التفكير الواضح هو مطلب مُلح؛ كي يستطيع الإنسان توجيه ذاته نحو هدف داعم، وتنظيم مكونات حياته.
خطوات لتحقيق التفكير العميق
سلوكيات يستطيع الشخص اتباعها لتحقيق ذلك:
- الابتعاد عن المشتتات الذهنية غير الضرورية، كاستخدام الهاتف النقال بصورة كبيرة ومفرطة، وتجنب الوقوع في فخ التفاهات والسطحية المنتشرة حولنا في كل مكان وفي كل آن.
- تجنب السلوكيات الإدمانية التي تؤثر سلبًا في العقل، كإدمان الإنترنت، أو الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحوليات.
- ممارسة الرياضة باستمرار، وأخذ وقت للتأمل والاسترخاء بعيدًا عن أي صخب أو إزعاج.
- تدريب العقل على تبني الأفكار الإيجابية، وتجنيبه التفكير التشاؤمي. فالعقل يعمل على نحو تلقائي مبرمج بناءً على معلومات وخبرات الماضي، ومعظم الأفكار الآنية غير واعية على نحو كامل، وبعضها غير موضوعي وخادع.
- تخصيص وقت لعمل عصف ذهني، ووضع خطط تطويرية سليمة باستخدام الكتابة الدفترية، فالكتابة تساعد في التذكير والتوثيق وترتيب الأولويات.
- النوم الجيد والاستيقاظ في وقت مبكر، فالعقل يعمل في أحسن صورة له في أوقات الصباح بناءً على دراسات علمية عدّة موثوقة.
إن عقلك إما أن تملكه وإما أن يملكك، فبالإرادة الواعية تستطيع السيطرة على زمام أمورك، وتحسين نوعية حياتك، والارتقاء بذاتك. الأمر فقط يحتاج لقرار منك. لتبدأ الآن في وضع خطة ناضجة وواعية لتحقيق هدف ذي قيمة؛ هروبًا من التدني، ومنفلتًا من شباك الضحالة.
رائع جدا ...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.