جوَّك | خطوات صناعة فيلم قصير.. الحلقة الأولى سيناريو الفيلم القصير

تعتمد صناعة الفيلم القصير على عدّة عوامل تستطيع من خلالها توظيف كلّ من الخطّ الدّراميّ لقصّتك، والصّور، والمشاهد، والحوارات، والإضاءة لكي تستطيع بذلك كلّه أن تحكي قصّتك من خلال الصّورة، أو ما يعرف باسم السّيناريو.

اشترك الآن في كورس السيناريو السينمائي!

السيناريو

أو ما يعرف باسم السّيناريو، وهو من الخطوات الأوّليّة في عمليّة صناعة فيلم قصير مؤثّر، وهو ما سنطرحه اليوم في موقع جوّك.. صنع فيلم قصير 2020

لكن قبل أن نبدأ بخطوات فيلم قصير يجب أن نذكّر أنفسنا بأنّ إنتاج الفيلم القصير اليوم صار أسهل بشكل كبير عمّا مضى إلى درجة ظهور أفلام تسمّى أفلام الموبايل.

أي إنّ تصنيع الفيلم بالكامل باستخدام الهاتف فقط، وقبل الهاتف كانت كاميرا تصويرٍ رقميّةٌ ذاتُ جودة عالية، وجهازُ حاسوب ذو مواصفاتٍ جيّدة كفيلين بصنع فيلم جيّد.

أهمّيّة صناعة الفيلم القصير

يعدّ الفيلم القصير اليوم من الصّناعات الثّقافيّة والإبداعيّة المهمّة الّتي يمكنك من خلالها التّعبير عن رؤاك وأفكارك.

صارت اليوم بتقنيّاتِ تنفيذِها والجوائزِ المرصودةِ لها عالماً واسعاً يستحقّ التّفرّغ والتّعلّم والإتقان، لكي تستطيع من خلاله أن تصنع إبداعاً جديداً.

ممّا يدلّ على ذلك تأسيس جائزة الأوسكار للفيلم القصير بالإضافة إلى عشرات المهرجانات والجوائز العربيّة والعالميّة المهتمّة بالأفلام القصيرة.

قد يكون إعداد فيلمك القصير الأوّل صعباً لقلّة الخبرة، لكنّك على الأقلّ لن تحتاج إلى معدّات ضخمة أو أموال كثيرة لعمل فيلمك القصير بنفسك.

لتوفّر الكثير من العناصر اليوم بسهولة مقارنةً بالماضي، وفيما يأتي سنوضّح أهمّ خطوات إعداد فيلمك القصير الأوّل.

خطوات صناعة سيناريو الفيلم القصير

كتابة النَّص السّيناريو ولوحة إعداد القصّة

يجب عليك أوّلاً إعداد سيناريو الفيلم، وقد تراها نقطة بدهيّة إلى حدٍّ كبير، فإيجاد نصّ وسيناريو للتّعبير عن مضمون الفيلم.

إنشاءُ قصّة مصوّرة بتسجيل القصّة والتّنبُؤِ بالأحداثِ على الورق يساعدان على سهولة تسلسل الأحداث وتنظيمها، ولإعداد سيناريو فيلم قصير جيّد يمكنك الاعتماد على الخطوات الآتية

اقرأ سيناريوهات أفلام قصيرة

فقد يعتقد البعض أنّ التّقليد أو المحاكاة تصرّفٌ سيّئ في كلّ الأحوال، بينما الأصل في الفنّ هو التّقليد.

لا بدّ لك أن تقلّد في البداية حتّى تتمكّن من الأدوات الأساسيّة الّتي ستصبّ فيها أفكار فيلمك الخاصّ فما بعد.

لذا يجب عليك قراءة أكبر عدد ممكن من سيناريوهات الأفلام القصيرة، لتستطيع تحديد النّقاط الأساسيّة مثل الحدث الأساسيّ في الفيلم.

كذلك لكي تستطيع تحديد نوع الفيلم الّذي تريد تصويره سواء كان وثائقيّاً، أم كوميديّاً، أم دراميّاً، أم ناطقاً؟ أم صامتاً؟

حدّد الفكرة الرّئيسة لفيلمك القصير

لا بدّ لفيلمك أن ينطلق من فكرة رئيسة، تخدمها وتبرزها من خلال الأحداث والصّور والحوارات والإضاءة وغير ذلك، ومسألة إعدادك فكرة فيلم قصير ليست مسألة جانبيّة.

إنّما هي الأساس الّذي ستتكئ عليه في كلّ خطوة، هل هذه الملابس للشّخصيّة ستخدم الفكرة؟ هل هذا المكان أفضل للتّصوير أم ذاك؟

من الجدير بالذّكر أنّ مدّة الفيلم القصير عادةً لا تزيد عن 10 دقائق، وفي أغلب الأحوال تقلّ عن ذلك، لذا يجب عليك أن تركّز على فكرة واحدة أساسيّة.

بما يضمن لك توصيلها بأفضل شكلٍ فنّيّ ممكن، لكن في الوقت نفسه يجب أن تكون بسيطة وغير معقّدة أكثر من اللّازم.

يتساءل كثيرون من أين آتي بالفكرة؟ وهنا يمكنك مثلًا أن تنطلق من موقف حياتيّ خاصّ بك، أو أيّ حدث من الأحداث المثيرة الّتي حدثت لك من قبل، وأن تستخدمها في إلهامك بتفاصيل القصّة وإعداد سيناريو لفيلمك القصير.

حدّد الخطوط الرّئيسة لسيناريو فيلمك القصير

إذ يجب عليك تحديد كلّ شيء قبل الشّروع في كتابة السّيناريو النّهائيّ، من هو بطلك؟ ما شكله؟ كم عمره؟ ما هي تركيبته النّفسيّة؟ ما هو محيطه الاجتماعيّ؟ ما هو وضعه الماديّ؟ وما الرّؤية أو الرّسالة الّتي يريد الفيلم أن يوصلها في هذا الحيّز الزّمنيّ الضّيّق نوعاً ما؟

كتابة الملخّص والمعالجة الدّراميّة لفيلم قصير

قبل البدء بكتابة المشاهد سيكون مطلوباً منك أمران في غاية الأهمّيّة، الأوّل منهما كتابة ملخّص لقصّة الفيلم، أمّا الأمر الثّاني فهو كتابة معالجة بصريّة للقصّة.

أي أن تكتب تصوّراً بصريّاً دون أن توزّعه على مشاهد، أي أن تكتب كتابة بصريّةً تتضمّن أحداث القصّة بشيء من التّفصيل.

إعداد الملخّص والمعالجة

بعد كتابة الملخّص والمعالجة، وقبل كتابة مشاهد السّيناريو مباشرة يجب أن تضع في حسابك نطاق القصّة.

نوعيّة المشاهد المدرجة بها وزمنها، وإمكانيّة تنفيذها، وإذا ما كنت قادرًا على تحقيق تلك المتطلّبات وفقًا للميزانيّة الّتي تملكها أم لا تصويراً ومونتاجاً ومؤثّراتٍ بصريّةً مثلًا، وعادة إنّ الصّفحة الواحدة من السّيناريو تستغرق ما يقرب من دقيقة على الشّاشة.

كتابة سيناريو فيلم قصير

يفترض بشكل السّيناريو التّقليديّ أن يكون على هيئةِ مقدّمةٍ ووسطٍ وختام، لكنّك غير ملزم بهذا التّرتيب.

فيمكنك أن تبدأ من النّتيجة؛ لكي تجذب المشاهد لمعرفة الأسباب، وهكذا.. ولأنّ نجاح أيّ عمل إبداعيّ مرتبط بإعجاب الجمهور بهز

إنّك يجب عليك أن تعرف من هو جمهورك، وما هي الزّاوية الّتي ستجذبهم، وما الطّريقة الّتي تريد أن تقدّم بها رؤيتك إليهم.

طبعاً يمكنك أن تعتمد في السّيناريو على أحد السّيناريوهات الجاهزة الّتي أعدّها كاتب متخصّص أو تلك المتاحة عبر الإنترنت.

انتبه إلى حتميّة التّواصل مع الكاتب والحصول على إذنه قبل بدء العمل على مشروعك، وبالطّبع عليك أن تستأذن الكاتب قبل أن تستغلّ السّيناريو الخاصّ به.

وعند بدئك في كتابة سيناريو الفيلم يجب أن تنتبه إلى تطوّر الشّخصيّة الدّراميّ، وتطوّر عقدة الفيلم، ومدى إثارة الحدث الأساسيّ في الفيلم.

التّغيّر الحادث لبطل الفيلم، ولعلّ عدم الاهتمام بالسّيناريو من أبرز الأخطاء الّتي يقع فيها المبتدئون.

فهم يظنّون أنّ السّيناريو شرط صناعة فيلم طويل قويّ فقط، أمّا الأفلام القصيرة فيمكن أن تعتمد فقط على الفكرة والأداء والتّصوير.

هو خطأ كبير، فالسّيناريو هو التّخطيط الأوّليّ والأساسيّ للفيلم القصير، بل إنّ صناعة فيلم قصير تحتاج إلى سيناريو ذكيّ ومرنٍ قطعاًز

لا يحوي كمّيّة كبيرة من الحوار، لكنّ الجمل الموجودة فيه هي جمل قصيرة وتحمل معاني خفيّة كثيرة.

لوحة القصّة لفيلمك القصير

ولوحة القصة ستوري بورد تكون عادة مجموعة من الصّور المرسومة الّتي توضّح الإطار العامّ لأحداث كلّ مشهد من مشاهد الفيلم.

سيكون مطلوباً منك هذا الإجراء، لذا يجب أن تكون واضحة بما فيه الكفاية لتجسيد الصّورة العامّة لكلّ مشهد.

لتوضيح فكرته ومكوّناته البصريّة، وربما يساعدك كثيراً امتلاك لوحة القصّة قبل البدء بتصوير المشاهد.

إذا كنت لا تملك موهبة الرّسم فيمكنك الاعتماد على رموز شكليّة تعبّر عن الممثّلين وبعض الرّسومات البسيطة أو الأشكال الّتي تعبّر عن العناصر الموجودة في المشهد.

وعند الحديث عن الأفلام التي فازت بجوائز الأوسكار، نجد مجموعة متنوعة من الأعمال التي أثرت في عالم السينما. فيلم "Titanic" (1997) يُعتبر من الأفلام الأيقونية التي حصدت 11 جائزة، من بينها جائزة أفضل فيلم.

كذلك، فيلم "The Lord of the Rings: The Return of the King" (2003) حقق نفس الإنجاز بحصوله على 11 جائزة. من الأفلام المؤثرة أيضًا "Schindler's List" (1993) الذي حصل على 7 جوائز، وفيلم "Forrest Gump" (1994) الذي فاز بـ6 جوائز. هذه الأفلام لا تُبرز فقط جودة الإنتاج والإخراج، بل تجسد أيضًا قصصًا مؤثرة تبقى في ذاكرة المشاهدين.

إذا نظرنا إلى التقنيات الحديثة في كتابة السيناريو سنجد أن الابتكارات التكنولوجية قد غيرت بشكل جذري الطريقة التي يتفاعل بها الكتّاب مع أعمالهم. أصبحت أدوات مثل "Final Draft" و"Celtx" توفر ميزات متقدمة مثل التخطيط الذكي والتنظيم التلقائي، مما يسهل عملية الكتابة.

وإذا نظرنا إلى تحديات كتابة السيناريو للأفلام الوثائقية نجد أنها تنطوي على مزيج معقد من الواقع والإبداع. فعلى الرغم من أن السيناريو الوثائقي يعتمد بشكل أساسي على الوقائع والأحداث الحقيقية، فإن تحويل هذه المواد إلى قصة جذابة يتطلب مهارات خاصة. الكاتب يجب أن يتعامل مع المعلومات غير المنظمة أو الجزئية ويبحث عن الروابط التي تربطها ببعضها البعض بطريقة منطقية وشيقة. كما أن الوثائقيات قد تفتقر إلى عناصر الدراما التقليدية مثل الحبكة المتقلبة أو الشخصيات الخيالية، مما يحتم على الكاتب إيجاد أساليب مبتكرة لإبقاء الجمهور مهتمًا طوال الوقت دون المساس بدقة الحقائق أو نزاهتها.

كما أن الذكاء الاصطناعي دخل حيز الاستخدام، حيث يمكنه تحليل النصوص واقتراح تحسينات تتعلق بالشخصيات والحبكات. تتيح المنصات التعاونية للكتّاب العمل معاً عن بُعد، مما يعزز من فعالية التعاون الإبداعي. هذه التقنيات تجعل كتابة السيناريو أكثر سلاسة وابتكاراً، مما يساهم في إنتاج محتوى جذاب وملهم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.