خُدَعُ المرأة في الحب ج2

والمعايير التي تضعها بعض النساء، هي جعل المحبين صرَّافاتٍ بطول الرجاء، فينتظرن منهم الفوائدَ، كما يسألنَهم الموائدَ.

وهذه المعايير هي التي يزِنَّ بها الحقائق، ويرين بها الدقائق، وإذا أنفق عليهن المحبون وضعنَهم على قائمة المخدوعين.

وإذا لم ينفقوا عليهن، وضعنَهم على قائمة المخلوعين. والمرأة تستطيع أن تخدع الرجل أزمانًا، وتصنع له أوهامًا وأيمانًا، ولكنها زائفة، وعلى الصدق حالفة.

اقرأ أيضًا خُدَعُ المرأة في الحب ج1

أسرار الحب عند المرأة

يصنَعْنَ كلَّ طريقةٍ لفوائـــــــــــدٍ        والمرأة البلهاءُ مكْرًا تبــــــــتدِعْ

تزِنُ المودَّةَ بالفوائدِ والــــــــعطا       

 إن لم تجِدْ، فالخديعةُ تتّــــــــــسِعْ

تمضي على كذِبٍ بلا صدْقٍ ولا        تعطي قليل الحبِّ لمَّا تمتنـــــــــِعْ

تصفُ المحبَّ خديعةً من عندِهـا        وصْفًا كذُوبًا، سوؤها شَرُّ الجُرَعْ

وإذا رأتْ أن النفادَ أتى الـــــعطا        أشجارَ مكْرٍ بالمكائد تقـتـــــــــلعْ

هي تستطيعُ المكْرَ طولَ حياتِــها        لكنَّها كذِبًا مبينًا ترتـــــــــــــضعْ

 عند النساء خُدَعٌ غير مكتشفة، وعندهن أوصافٌ غير مؤتلفة، فمن ظنَّ نفسها قد جمع مكائدهن فإنه مغرور.

ومن خال أن حاصل على أسرارهنَّ فهو إلى غير الصدق مجرور، فعالم أسرارهن أوسع من المتوقع، ومكائدُهنَّ أشدُّ ضررًا في المجتمع. فصغيرتُهنَّ وكبيرتُهنَّ أشد من الشيطان، ومكائدُهنَّ أشمخ من الحيطان، فمن توسَّع في علم معرفة النسوان، بلغ به الأمر إلى العُدوان والنُكران.

فمن أحبَّتْه المرأة فلينظرْ فيما هو فيه، وهذا ما سيكفيه، ومن وقعت في حبه المرأة فلا يصدِّقْ هذا الحب المفاجئ، ولا يقع في هذا الفخِّ المتواطئ، لعل هذا الحب هذيَان الغفوة، ويُصحَّح بعد الصحوة.

أو لعل هذا الحب ناتج عن السَكَر، وربما يؤدي إلى الضرر، أو لعل هذا الحب ملطَّخٌ بالهِجْران، قبل الوصول إلى العنفوان، ولكن بالتأكُّد تنجلي الخفايا، في كل الزوايا.

ومن خطورة حب المرأة الواهي، التعلق السريع قبل حدوث الدواهي.

فمن ظنَّ نفسَه بهذا الحب موهوبًا، فهو قد صار على نفسه مغلوبًا؛ إذ المرأة تبحث عن سد الثُّغْرَة الفارغة، دون الحُجَجِ الدامغة، وربما تعود إلى قَيئها المستهْجَن؛ فرارًا من ملازمة الشجَنِ.

ولرُبَّما تأتي...تسدُّ لها الــــفرا   

      غَ بنفْسها، وبها عدِمْتَ مُنى المُتَعْ

وتراكَ أنْوَك في حياةِ غرامِها    

      ثمَنَ الغباوةِ بالمودَّةِ قد دفَـــــــــعْ

وتراكَ مخلوعًا من القِيَمِ الـتي    

         تبْغِي، وذلك كان أخْطَرَ ما وقَــعْ

متضرِّرٌ مما تراه دائــــــــــمًا    

        أضرارُها سُمٌّ فؤادَكَ قد لـــــــسَعْ

اقرأ أيضًا أسطورية الحب عند المرأة ج1

مكائد بعض النساء

وتشترط اشتراطات ما لها دواعٍ، وما لها في الواقع من واعٍ، ولا عجَب في هذا؛ إذ إنها لم تُخْرِجْ كل شيءٍ من جعبةِ مكرِها، ولم تطلع على كل ما في صدرها.

وعندما ترعها كثيرًا اشتكتْ، وإذا رأيتها تزكَّتْ، وإذا تفقدتَ أحوالها كثيرًا وأوليتها عنايتك اشتكتْ من المذايلة، وإذا أردتَ رؤيتها فرّت من المقابلة، وإذا دلَّلْتها لم تتدلَّلْ، وإذا أردتَ مرافقتَها لم تتقبَّلْ.

وهذه المرأة هي التي تصمتُ ليظنَّها المحب هادئة، وما لها من الهدوء نصيب، وإنما أمرها في هذا الشأن رهيب.

بالصمتِ تغتَرُّ اغترارًا مــؤذِيًا        

فكِّرْ فإنَّكَ في يدَي أخْتِ الجَـــــشَعْ

لفظَتْكَ بعد المَضْغِ من إغرائها        

هي أخْطَرُ الحيوانِ من بين الـسبُعْ

لا تجعلِ الإغراءَ فخَّك لــــلتي         

  بكَ تضرِبُ الأمثالَ من بينِ الجُمَعْ

منها انزِعِ الثقَةَ الكبيرةِ عنـدها         

  إن الوثوقَ من المكائدِ منــــــــتزَعْ

فلْتنتبِهْ إن النباهَةَ في النُـــــهَى           خيرٌ، وإلا أنفُ عزِّكَ مُجْتَـــــــدَعْ

ومن مكايد بعض النساء وعد الرجال، وخديعة الأبطال، ويدوِّرن حبَّهم تدويرًا، ويصورنَ حبهم كما شئن تصويرًا، ويحفظن أرقامهم بمسميات غريبة، وبنعوت عجيبة، وقد يغررن بعضهم أشدَّ غرور، فيسمينَهم أحبَّ اسمٍ لإدخال سرور.

وإنهن عرفن درجات هذه المكايد، من أجل الفوائد، وعرفن طبقات هذا الغرور، في مثل هذه الشرور، ولا يبالين بالعواقب، ولا بالمتاعب، بل همُّهن الوحيد شحن القلوب بالعجائب، ولسعة العقاربِ.

جاءَ اتصالٌ لم تَرُدَّ عليــــــــــــه في       وقتِ الغرور، ذاك من فعِلٍ بَشِعْ

إن قلتَ: رُدِّي لم تَرُدَّ، تقـــــــــول لا       أرجو لك الإزعاجَ، لم لم أستطِعْ

حتى إذا صدَّقْتَ قول خديــــــعةٍ      

 تأتيك بالنبأِ الحـزين من الوَجَــــعْ

وترى اتصالًا وهو أغربُ فاصطبِرْ       وإذا سألتَ، فلا جـوابَ سيُسْتَـــمَعْ

قالت: أخِي هو من يريد سعـــــادتي       وإذا أتى حُزْنٌ، على حُزْنِي دمَــعْ

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة