أحد أكثر أنواع الذئاب ندرةً وتميزًا، يطلق عليه بعض البشر اسم لوبو الذئب المكسيكي، أحد أكثر الحيوانات البرية إثارة للإعجاب في أمريكا الشمالية، فهو يعرف بجمال فرائه الذي يجمع بين الألوان الذهبية والبنية والرمادية، إضافة إلى كونه الأصغر حجمًا بين فصيلة الذئاب الرمادية؛ لذا فهو فريد من نوعه، لكن هذا الذئب المميز يواجه تحديات كبيرة تهدد بقاءه؛ مثل تدمير بيئته الطبيعية وغيرها.
في هذا المقال سنتعرف إلى أشهر المعلومات عن الذئب المكسيكي أصغر سلالات الذئاب الرمادية، بما في ذلك موطنه، ونظامه الغذائي، إضافة إلى سلوكه وصولًا إلى الجهود المبذولة للحفاظ عليه من الانقراض؛ لذا إن كنت مهتمًا فتابع معنا السطور التالية.
ما الذئاب الموجودة في المكسيك؟
يوجد في المكسيك نوعان رئيسان من الذئاب؛ وهما الذئب الرمادي المكسيكي الذي يعد النوع الأكثر ندرة بين سلالات الذئب الرمادي، وهو مجال حديثنا اليوم، ويتميز هذا الذئب بحجمه الصغير نسبيًّا، وسوف نتحدث عن صفاته فيما بعد بتفصيل أكثر.
أما النوع الآخر من الذئاب فهو الذئب الأحمر الذي يوجد في بعض مناطق المكسيك والولايات المتحدة وكندا، ويميز هذا النوع وزنه البالغ 35 كيلوغرامًا، وفراؤه متنوع الألوان بين الأحمر والرمادي والأصفر، ويتغذى الذئب الأحمر على الغزلان والراكون والقوارض، ويعد وجوده نادرًا جدًّا في المكسيك.
هل توجد ذئاب سوداء في نيو مكسيكو؟
لا توجد أدلة قوية أو مصادر تدل على وجود ذئاب سوداء في نيو مكسيكو كما يشاع، والذئاب السوداء ما هي إلا طفرة جينية نتجت عن تزاوج الذئاب الرمادية وذئاب البراري، وفي دراسات أخرى يعتقد أنها نتيجة تزاوج الذئاب مع الكلاب السوداء اللون؛ لذا فإن الذئاب السوداء لا يعلم عنها كثيرون، وليست مشهورة بقدر الذئاب الرمادية والمكسيكية.
بينما يوجد على الأرجح نحو 36 قطيعًا و15 زوجًا متكاثرًا من الذئاب المكسيكية البرية في نيو مكسيكو كما ذكر في موقع ويكيبيديا الرسمي في التحصيل من عام 2024.
أين يعيش الذئب المكسيسكي؟
كانت الذئاب الرمادية المكسيكية تنتشر في الماضي على نطاق واسع من وسط المكسيك إلى جنوب غرب الولايات المتحدة، بما في ذلك ولايات يوتا وكولورادو وتكساس، أما اليوم فلم يعد من الممكن العثور عليها إلا في جنوب شرق أريزونا وجنوب غرب نيو مكسيكو حيث تستوطن هذه المناطق إلى جانب أجزاء مجزأة من شمال المكسيك.
في عام 2019م قُدّر عدد الذئاب الرمادية المكسيكية في البرية بنحو 163 فردًا موزعين على 42 مجموعة مكونة من حيوانين أو أكثر في ولايتي أريزونا ونيو مكسيكو.
تفضل هذه الذئاب العيش في الغابات والمناطق الجبلية والأراضي العشبية والشجرية والغابات الكثيفة في أمريكا الشمالية، ويجرى العمل حاليًا على إعادة إدخالها إلى بيئتها الطبيعية في المكسيك، وهذه من أشهر المعلومات عن الذئب المكسيكي.
شخصية الذئب المكسيكي
ذكر في موقع (nywolf) وموقع (defenders) أن الذئب المكسيكي أو كما يطلق عليه لوبو يعد أكثر سلالات الذئاب الرمادية تميزًا من الناحية الوراثية في نصف الكرة الغربي، وهو يتمتع بشخصية حذرة وذكية، ويعتمد على التخفي والتكيف مع بيئته للبقاء حيًّا، وهو أحد أكثر الثدييات المهددة بالانقراض في أمريكا الشمالية، ويعد الذئب الرمادي المكسيكي ذا سلوك اجتماعي قوي؛ لأنه يعيش في مجموعات صغيرة تعرف باسم القطيع، ويعتمدون على التعاون في الصيد ورعاية الصغار ما يعكس روح الفريق والانضباط لديهم.
من أشهر المعلومات عن الذئب المكسيكي أنه يعد خجولًا نسبيًا مقارنة بأنواع الذئاب الأخرى، فهو يتجنب البشر ونادرًا ما نستطيع أن نراه في البرية، ولكن مع ذلك فهو صياد ماهر يتمتع بمهارات تكتيكية أثناء المطاردة فهو يعتمد على العمل الجماعي لصيد الفرائس، إضافة إلى ذلك يتميز هذا الذئب بالولاء الشديد لعائلته، فقد يقضي معظم حياته في المجموعة الاجتماعية نفسها ما يعزز روابطه القوية مع أفراد القطيع.
صفات الذئب المكسيكي وسلوكه
يعد الذئب المكسيكي أصغر أنواع الذئاب الرمادية في أمريكا الشمالية، فيتراوح وزنه بين 23 و36 كجم، ويبلغ متوسط ارتفاعه بين 710 و810 ملم، وطوله نحو 1.7 متر، ويشبه ذئب السهول الكبرى (C. l. nubilus)، لكنه يتميز بجمجمة أصغر وأضيق، إضافة إلى فراء أكثر تنوعًا وأغمق لونًا.
وكغيره من الذئاب الموجودة في العالم يعد الذئب لوبو مفترسًا انتهازيًا، فقد يعتمد على نحو أساسي على صيد ذوات الحوافر الكبيرة، ففي الولايات المتحدة تمثل الأيائل الجبلية الصخرية نحو 76-80% من فرائسه لا سيما العجول الصغيرة، وتتكيف الأيائل مع هذا التهديد بتغيير أنماط نشاطها لتقليل خطر الافتراس، فتقضي وقتًا أطول في البحث عن الطعام واليقظة وأقل في الراحة.
تشمل فرائسه الأخرى الأيل البغل، والأيل ذا الذيل الأبيض، والبيكاري ذا الطوق، والديك الرومي البري، والثدييات الصغيرة مثل الأرانب والسناجب.
في المكسيك يختلف النظام الغذائي للذئب المكسيكي بسبب غياب الأيائل البرية، فهو يعتمد بنسبة 36% على الغزلان ذات الذيل الأبيض، و25% على الماشية المنزلية، في حين توفر مصادر التغذية المقدمة من مديري الحياة البرية 22% مصدرًا إضافيًا، ويصطاد الذئب المكسيكي فرائس أصغر مثل الديوك الرومية البرية والأرانب والظربان والسناجب وخنازير البيكاري، والخيول في بعض الأحيان.
يعيش الذئب المكسيكي في مجموعات صغيرة، تتألف في العادة من 4 إلى 8 أفراد التي تعتمد على الصيد التعاوني، وتتكون هذه المجموعات غالبًا من زوج تزاوج أحادي الزواج وذريتهم، ويعتني القطيع بالصغار حتى تصل إلى مرحلة النضوج في عمر 10 أشهر.
يبدأ موسم التزاوج من منتصف فبراير إلى منتصف مارس، وتستمر مدة الحمل 63 يومًا، لتلد الأنثى بين 4 إلى 7 جراء في إبريل وأوائل مايو، وعندما تصل الذئاب إلى عمر 1-2 سنة، تفترق بحثًا عن شريك لتكوين قطيع جديد.
تفضل الذئاب المكسيكية العيش في الغابات الجبلية والمناطق الشجرية، وتتجنب الأراضي المطورة والمناطق المفتوحة، وتقترب من المسطحات المائية والطرق الترابية، ويختلف نطاق موطن القطيع بناءً على عوامل عدة؛ مثل حجم القطيع، وتوافر الغذاء، ووجود البشر، ويمتد نطاقها في المتوسط إلى 446 كيلومترًا مربعًا مع تغيرات موسمية في المساحة التي تحتلها.
وعلى الرغم من أن الذئاب الرمادية تعرف بأنها أكثر نشاطًا عند الفجر والغسق، فإن الذئاب المكسيكية قد طورت نمط نشاط أكثر ليلية لتجنب البشر، وهي تعيش في البرية في الغالب من 6 إلى 8 سنوات، وتؤدي دورًا بيئيًّا مهمًا في الحفاظ على التوازن الطبيعي للنظام البيئي.
الجهود المبذولة للحفاظ على الذئب المكسيكي
صُنف الذئب المكسيكي نوعًا مهددًا بالانقراض بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض في الولايات المتحدة عام 1976م، ما دفع هيئة الأسماك والحياة البرية إلى إنشاء فريق لاستعادته، ووضعت خطة لاستعادة الذئب ببرنامج تربية في الأسر، واصطياد عدد قليل من الأفراد من المكسيك لتأسيس سلالة معتمدة، ومع مرور الوقت عُزز التنوع الجيني عبر تهجين السلالات، ما أسهم في تحسين نجاح التكاثر وتقليل مخاطر التزاوج الداخلي.
بدأت عمليات إعادة الإدخال في البرية عام 1998م، وذلك بأن أُطلق الذئاب في غابة أباتشي الوطنية بأريزونا، ثم توسعت إلى نيو مكسيكو وأخيرًا إلى شمال المكسيك، وواجهت هذه الجهود تحديات أبرزها الصيد الجائر الذي تسبب في أكثر من 50% من حالات النفوق بين 2008 و2019م، إضافة إلى النزاعات مع مربي الماشية، وللتغلب على هذه العقبات اُستخدم أطواق GPS لمراقبة الذئاب، واُعتمدت تقنية التبني المتبادل لتعزيز التنوع الجيني عبر إدخال جراء من الأسر إلى أوكار في البرية.
شهدت أعداد الذئاب تزايدًا بطيئًا، فقد بلغ عددها في المكسيك نحو 40 فردًا بحلول عام 2021م، في حين وصل عددها في الولايات المتحدة إلى 257 فردًا بحلول عام 2023م، وعلى الرغم من هذه التحسينات لا تزال جهود الحماية مستمرة؛ لضمان استعادة هذا النوع المهدد.
وصلنا إلى ختام مقالنا عن أشهر المعلومات المتعلقة بالذئب المكسيكي الذي قدمنا لك فيه عدة معلومات مهمة عن هذا الحيوان المميز، ونرجو منك في النهاية أن تسهم في نشر التوعية بضرورة الحفاظ عليه في البرية وتركه لكي تراه الأجيال القادمة أيضًا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.