صباح الخير، إنه يوم آخر في هذا العالم القاحل أنتظر وأنتظر ما يفرحني فيه مع أنني أعلم أن ما يفرحني لن يهبط عليّ من السماء بل عليّ أن أصنعه بنفسي، ولكن أين هي تلك القوة التي تمكنني من فعل ذلك؟
أريدُ حقًا أن أفعل ما يسعدني، ولكن يا لهذا الألم المهول! وأيضًا حقًا إذا بحثت لا أعلم ما يسعدني، فأنا الآن أشبه ورقة الشجر المتساقطة في الخريف تحملها الريح، وتظل تدور ولا تعلم أين وجهتها.. فأنا لستُ شخصية استسلامية لطالما كنتُ محاربة قوية ولكن حتى أعظم المحاربين لديهم نقاط ضعف يسقطون أمامها..
اعتقادي بفشلي وبأنني غير كافية، وكرهي لشخصي وجسدي وعالمي أجمع مسيطر ويتحكم في يومي، بل في سنيني كلها فها أنا على هذا الحال منذ زمن..
حقًا لا أتذكر مدته لطالما كنتُ مشوشة وأسرح كثيرًا في أموري، لطالما كان اهتمامي وتفكيري أكبر مما أوجه وقلقي هو قائد الدفة.. قلبي يعتصر في داخلي ولا أستطيع أنا أساعده، روتيني اليومي قاتل ومرعب من الجلوس بمفردي لفترات طويلة..
قاتلٌ أنا حقًا لا أستطيع التعامل مع نفسي، فهل من حل؟ لقد حاولتُ كثيرًا التخلص من حياتي وإنهاءها ولكن بلا جدوى؛ فالأشخاص الذين أعرفهم لطالما كانوا بعيدين ولا يهتمون، فألجأ أحيانًا لإيذاء ذاتي للشعور بالنشوة..
أعلمُ أن هذا الأمر غريب ولكنه حقيقي، إيذائي لنفسي متعة فلا أحد يهتم، وتتوالى الأيام ولكن لا معنى لحياتي وليس عندي هدف، كأنني أعيشُ في حلقة مفرغة لا عائلة لا أصدقاء دون دعم، أقفُ أمام رياح الحياة العاتية كقصبة، حقًا لا أعلم ما يؤلمني أو ماذا أريد أو ماذا عليّ أن أفعله، فغياب الوسائل كلها حتى المادية منها يحضرني في هذا السجن الكبير العالم..
هل جربت أن يكون عقلك كالمفاعل النووي لا يتوقف؟ اللهم الرحمة والسلام.
أريد التحدث الآن عن أصدقائي الذين ليسوا موجودين، فكأن المرض النفسي وصمة عار مع أنه مثل باقي الأمراض، ولكن عندما يعلم أحد أنك مصاب بمرض نفسي تواجه منه النبذ..
وكثيرًا ما تُوجَّه إليك تهمة أنك غير متدين رغم براءتك من هذه التهمة، ولكنها تظل ملتصقة بذاكرتك وقد تشعر بالذنب اتجاهها، وتظل تدور الأسئلة الوجودية التي ليس لها جواب داخل رأسك.. لماذا أنا، وماذا أفعل، ولماذا لستُ طبيعيًّا!
هل تستغرب إذا قلت لك إن من قالت هذه الكلمة أول مرة كانت الأم.. حقًا يا له من عالم غريب وقاسٍ؛ لأن صلة الأم بابنتها ليست رحيمة!
أحاولُ في الكثير من الأحيان التغافل عن هذه الكلمات، ولكنها تظل تطن في أذني، رحمتك يا رب.
مايو 24, 2023, 3:10 م
اسلوبك رائع رغم حزنك المسيطر ، عليكي عزيزتي أن تتخلصي من أحزانك وان تنظري للحياة بنظرة تفاؤل وحب، ستجدي كل
شيء قد تغير
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.