خاطرة "يا شمس عمري".. خواطر شعرية

يا شمس عمري، هل نويتِ الرحيل؟

إذًا فلتتركي لي منكِ ولو شعاعين

أطل بهما على الماضي

لعلِّي أعلم موطئ أقدامي

من أين... وإلى أين

هل أنا الطفل الوليد؟

ونوركِ كان بداياته

أم أنا الكهل الذي يمضي إلى نهاياته؟

أم أنا الشاب الفتى

وكان على حرك عفيًّا

حتى في شتائكِ

قادر على غزل أضوائكِ

يا شمس عمري، هل نويتِ الرحيل؟

إذًا فلتتركي لي منكِ ولو شعاعين

أبحث بهما عن بسمة

أطيب بها أوجاعي

أروي بها روحًا عطشى

كادت تهلك بين أضلعي

أنا الوليد على صدر أمي

وكان كاتم أسراري

وعيون أمي وسط الزحام

كانت سكني وعنواني

وأول خطواتي على أرضي

كانت بلهفة تراقبني

تلاحقني بين الجدران

وعند زلة أقدامي

ترفعني بكفيها بين الأحضان

تغرقني في بحر حنان

تسقيني الحب بلا ثمن

في كل مكان وزمان

لم أجد شبيه حنانكِ أمي

وحبكِ ثمار من الجنة

حب صنيعة الرحمن

لماذا ذهبتِ وتركتِني

أهيم بعدكِ على وجهي

بين ظلام الهجر والحرمان

كل الحب من بعدكِ أمي

أصبح سلعة باهظة الأثمان

حتى لو كان مغشوشًا

أو كان مخادعًا أو غدارًا

يا شمس عمري، هل نويتِ الرحيل؟

فلتتركي لي منكِ ولو شعاعين

أبحث بهما عن نفسي

عن كتماني وعن بوحي

عن أسراري المزروعة في أرض الخوف

عن وجه رأيته زمانًا

وكان برداء الخجل ملفوفًا

عندما التقت عيناي عيناه

بنظرة العاشق الملهوف

عن نظرة تبادلني نفس الشعور

عن قلبي

الذي بات من بين الضلوع مخطوفًا

عن ذكرى أول لقاء بيننا

عن أول ليلة قضيناها معًا

بين أحضان بيتنا

يا شمس عمري، هل نويتِ الرحيل؟

فلتتركي لي منكِ ولو شعاعين

أنا الطفل الساكن في جسد عجوز

في سرداب ذكرياته وحيد منبوذ

بين لا يجوز ويجوز، محبوس

وأخذني حنيني إلى ما فات

مثل قارب مجروف

في موج الذكريات

مع كل موجة وموجة أبتسم

أوقات أشعر بالألم

وأوقات كثر

تغرق عيناي بين أمواج السكات

وأوقات أخر

تنطق أنفاسي بالآهات

عندما أشتاق لشخص بين ذراعيَّ مات

يا شمس العمر، هل نويتِ الرحيل؟

فلتتركي لي منكِ ولو شعاعين

لم أقل لكِ أن تداوي لي جروحي

ولم أقل أن تبقي ولا تروحي

ولم أقل أن تمسحي عني أحزاني

ولم أقل أني أريد أن أستعيد زماني

أو حتى أشبع بطون حرماني

فقط كل ما أريده... شعاعان

أمسح بهما عن خدي

دمعة واحدة أو دمعتين

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة