الإعلام هو وسيلة قوية تمثل جسرًا بين الواقع والمجتمع، وبذلك يحمل مسؤولية كبيرة في عرض الحقائق بموضوعية وشفافية دون التباس. للأسف، في بعض الأحيان يسعى بعض الإعلاميين للحصول على السبق الصحفي أو التغطية الأكثر جذبًا للمشاهدين، فيلجؤون إلى إثارة "فقاقيع الهواء" – أي الأخبار غير المدروسة والمبالغ فيها التي تخلق حالة من الإثارة والفتن في المجتمع. وممارسة هذا الأسلوب تضر بنزاهة الإعلام وتؤدي إلى تداعيات شديدة الخطر على مستوى الثقة في وسائل الإعلام وعلى الاستقرار الاجتماعي.
إذن، يجب على الإعلام أن يحافظ على الثقة بينه وبين الجمهور؛ لأن التسرع في نقل خبر غير دقيق أو مثير دون التحقق الكامل من صحته يفقده مصداقيته. الجمهور يعتمد على الإعلام للحصول على معلومات موثوقة، وإذا تكرر نشر الأخبار غير الصحيحة والمبالغ فيها، فإن ذلك سيؤدي إلى فقدان الثقة تدريجيًّا.
يجب على الإعلام أن يكون أداة لتهدئة الأوضاع في أوقات الأزمات، بدلًا من إثارة القلق والفتن. نقل الأخبار بدقة وموضوعية يساعد في تقليل الذعر والبلبلة بين الناس. فعندما يكون الإعلام مهتمًا بالكشف عن الحقيقة دون تهويل أو تضخيم، فإنه يؤدي دورًا حيويًّا في استقرار المجتمع.
يجب على الإعلاميين أن يتحققوا من الأخبار على نحو دقيق قبل نشرها. في عصر الإعلام الرقمي، أصبحت الأخبار تنتشر بسرعة هائلة، وإذا لم يتم التأكد من صحتها، فإن ذلك قد يؤدي إلى نشر إشاعات قد تضر بسمعة الأفراد أو المجتمعات. التحري والتمحيص يساعدان في تجنب نشر أخبار قد تكون مغلوطة أو غير دقيقة.
عندما يُعرض الإعلام الحقائق بموضوعية، فإنه يعزز التفكير النقدي لدى الجمهور. بدلًا من أن يكونوا مجرد متلقين للمعلومات، يصبح لديهم القدرة على تحليل الأخبار وفهم الواقع بأنفسهم. هذا يعزز من قدرة المجتمع على اتخاذ قرارات واعية ومدروسة.
يمكن للإعلام أن يكون قوة إيجابية في بناء السلام الاجتماعي عن طريق تسليط الضوء على القصص التي تدعم الوحدة والتفاهم بين مختلف شرائح المجتمع. بدلًا من الانشغال بنشر الأخبار المثيرة التي قد تقسم المجتمع، يجب على الإعلام أن يركز على ما يجمع الناس ويوحدهم حول قيم إيجابية.
الإعلام هو أداة حيوية لنقل الحقائق وبناء الثقة بين الأفراد والمؤسسات. لذا، فإن التسرع في نشر الأخبار دون التحقق منها يمكن أن يثير الفتن ويؤدي إلى انعدام الثقة بين الإعلام والجمهور. لذلك، يجب على الإعلاميين أن يتحلوا بالمسؤولية، وأن يسهموا في نشر الأخبار التي ترتكز على الحقيقة والموضوعية، بعيدًا عن الإثارة أو التهويل؛ لأن ذلك هو السبيل الوحيد للحفاظ على استقرار المجتمع وتعزيز الثقة في وسائل الإعلام.
فعلًا، وأنا أتابع وسائل الإعلام أجدهم يلجؤون إلى تقديم بعض الأخبار المثيرة، ولكنها غائبة عن الواقع. والهدف هنا كسب أسماع الجمهور، وبذلك أمتنع عن الاستماع إليهم وأبحث عن مصادر لديها الحس الراقي ولا تبتعد عن الواقع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.