خاطرة "ومشيت تحت المطر".. خواطر وجدانية

ومشيت تحت المطر وهو يتساقط كما قالت ماجدة الرومي: زخات زخات، لم أحس به وهو يبلل، ولم ألحظ أن ملابسي منها الماء يتقاطر، لم أهتم وبقيت ماضية في تلك الشوارع الخالية، الكل في بيته حيث الدفء، وأنا هنا حيث العالم الذي ليس له شبيه، تجربة فريدة فيها الأحاسيس تنصهر كآبة وحزنًا وسعادة واغتباطاً ورضى.

إن اللون الرمادي له معنى وله مكانة عالية، عندما تختبر الموقف تدرك بأن له ماهية.

ومشيت تحت المطر لحظات تسرقها من الزمن خاصة عندما لا يصاحبه رياح عاتية، فقط هي القطرات تسمعك ذلك الصوت فتطربك، ويختفي الضجيج وتتبدَّد الأصوات العالية، ويعم السكون والهدوء والارتياح.

ومشيت تحت المطر، كل مرة أزيح الوشاح وأرفع نظري للسماء فأراها قادمة، تلك الحبات أستقبلها براحة يديَّ وقسماتي الضاحكة وهي تدغدغني تلك النازلة بخطوات ثابتة، تنقر وتختفي في ثانية.

وددت اليوم كله لا ينتهي أو أنا لا أعود، فاليوم سكني ومأواي بينك أيتها المتبركة النافعة المحيية، التي بك القلوب مستبشرة، من دونك الموت لا محالة وإلا فالحياة آتية متوالية.

أيتها المياه الساقية أنى لك ألا تذوبي في رفيقاتك؟ كيف لك الاستقلال والبقاء على العهد معًا معًا إلى أن تحطي الرحال على تلك الرابية ذات الأطراف المترامية؟

إن كنت وحدك جرب خوض حديث مؤنس يفتح لك أبوابًا في الأفق، نعم خذ معك من تريد، من تحب، ومن لا يزيد فيك الأسى مآسي لها وجوه مبتئسة، أو جرِّب فقط المشي معه وألا تنبس ببنت شفة، فقط أنصت إلى تلك المتفردة التي تعزف تلك الألحان على هواك، لن تسمعك إلا ما تريد، كل الوجود حولك يتناغم معك ويتفصل على مقاسك، وكيف تهوى وكيف تطرب.

ومشيت تحت المطر، أخفض مرة وأرسل بصري مرات كثيرة في كل الزوايا والأسطح، والتراب والشجر، والشرفات والأبواب، والمنحنيات والمنحدرات والمنعرجات، والأحياء الجديدة وتلك البالية.

إن للرحلة وجها آخر خاصة في السيارة، لها راحة أبدية، كل الرسمات تتشكل أمامك وأنت مستلقي مستريح بلا منغص، ذلك إحساس آخر، أو راقبها من بيتك من خلال زجاج النافذة أو الشرفة، فقط لمعه جيدًا حتى تكون الرؤية لها بريق وشفافية ونقاء وكريستالية.

تلك الخرجة للطبيعة غوص في أعماق الذات واستحضار لأرواحك المختفية في ذلك السبات الأزلي، تفاجئك بما يسرك وتسليك بذلك الجانب منك، لربما لم تعلم من قبل أنه جزيرتك التي منذ زمن خاصة لك لا تزال تنتظرك.

تماما كما في الصورة أضيء نفسي لأضيء للآخرين. رقم الواتساب: 213.798.63.09.92+

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مايو 20, 2023, 7:27 م

أتعجب من أولئك الذين لا يحبون قطرات المطر، بينما أنتظرها بفارغ الصبر، لأقف تحتها دون مظلة، فتتناثر بلطف على وجهي ثم أغمض عيناي لأشعر بما لا يمكنني الشعور به قبل ذلك، ثم تغمر روحي الطمأنينة، فيتعدل المزاج وتطيب النفس.بينما كنت اقرأ لم أعد أميز النثر من الشعر من نوتات موسيقية عالية بامتياز... اسلوب رائع وجذاب تحياتي 💖

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مايو 20, 2023, 7:37 م

شكراً عزيزتي ندى 🌹❤️

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
أكتوبر 3, 2023, 6:27 ص - رشا محمد صلاح الدين عبدالله
أكتوبر 2, 2023, 12:29 م - محمد بخات
أكتوبر 2, 2023, 7:32 ص - رانيا بسام ابوكويك
أكتوبر 2, 2023, 7:12 ص - محمد عبدالله رويس
أكتوبر 1, 2023, 11:23 ص - مروه الحاج عثمان
أكتوبر 1, 2023, 9:55 ص - مصطفى محفوظ محمد رشوان
أكتوبر 1, 2023, 9:33 ص - مروه الحاج عثمان
أكتوبر 1, 2023, 9:26 ص - مروه الحاج عثمان
أكتوبر 1, 2023, 9:00 ص - إطول عمر محمدن المصطف
أكتوبر 1, 2023, 7:27 ص - بوعمرة نوال
سبتمبر 30, 2023, 10:19 ص - طبوش محمد
سبتمبر 30, 2023, 9:35 ص - طلال أمين الحميري
سبتمبر 27, 2023, 5:44 ص - ياسر الجزائري
سبتمبر 26, 2023, 1:04 م - ليلى أحمد حسن مقبول
سبتمبر 26, 2023, 8:04 ص - سكينة أم ناصر
سبتمبر 26, 2023, 7:50 ص - د.أحمد عادل عثمان
سبتمبر 26, 2023, 6:23 ص - خلود محمد معتوق محمد
سبتمبر 25, 2023, 12:34 م - مجانة يمينة
سبتمبر 24, 2023, 6:21 م - ريم بدر الدين بزال
سبتمبر 24, 2023, 1:56 م - أنس بنشواف
سبتمبر 24, 2023, 12:21 م - مريم محمد إسماعيل
سبتمبر 23, 2023, 5:58 م - بوعمرة نوال
سبتمبر 23, 2023, 1:58 م - محمد أحمد سعيد غالب الشيباني
سبتمبر 23, 2023, 1:28 م - علاء الدين حاتم
سبتمبر 23, 2023, 11:04 ص - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 23, 2023, 9:58 ص - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 22, 2023, 11:14 ص - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 21, 2023, 2:11 م - محمد بخات
سبتمبر 21, 2023, 5:20 ص - بوعمرة نوال
سبتمبر 20, 2023, 6:05 م - صفا علي الشرقاوي
سبتمبر 20, 2023, 12:56 م - مجانة يمينة
سبتمبر 20, 2023, 5:34 ص - أسماء محمد حمودة
سبتمبر 19, 2023, 6:09 م - ياسر الجزائري
سبتمبر 19, 2023, 1:12 م - بومالة مليسا
سبتمبر 19, 2023, 8:33 ص - أنس مروان المسلماني
سبتمبر 19, 2023, 7:11 ص - عزالعرب سلمان
سبتمبر 19, 2023, 6:14 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 18, 2023, 5:28 م - أمين عبدالقادر لطف أحمد
سبتمبر 18, 2023, 7:47 ص - سادين عمار يوسف
سبتمبر 17, 2023, 9:13 ص - مها عبدالمنعم عوض
سبتمبر 16, 2023, 4:04 م - عبد الله عبد المجيد طيفور
سبتمبر 16, 2023, 12:14 م - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
سبتمبر 16, 2023, 6:56 ص - رهف ابراهيم ياسين
سبتمبر 14, 2023, 7:27 م - محمود إبراهيم حفنى
سبتمبر 14, 2023, 7:03 م - زكريا عبده عمر عبده
سبتمبر 14, 2023, 11:14 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 14, 2023, 8:53 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
سبتمبر 13, 2023, 6:16 م - بوعمرة نوال
سبتمبر 12, 2023, 9:10 م - مايا عز العرب عزالدين
سبتمبر 12, 2023, 7:28 ص - شروق محمد العمري
سبتمبر 11, 2023, 6:11 م - بوعمرة نوال
سبتمبر 11, 2023, 5:48 م - أ . عبد الشافي أحمد عبد الرحمن عبد الرحيم
سبتمبر 11, 2023, 11:19 ص - صفاء السماء
سبتمبر 11, 2023, 11:00 ص - البراء القاضي
نبذة عن الكاتب

تماما كما في الصورة أضيء نفسي لأضيء للآخرين. رقم الواتساب: 213.798.63.09.92+