منذ نعومة أظافري كنتُ فتاة ذات جسم كبير، لطالما ظُلِمت وسُخِر مني؛ بسبب زيادة وزني، وهو أحد أسباب تعاستي وبؤسي في هذه الحياة..
فدائمًا أحلم وما زلت أحلم بجسم طبيعي مثل باقي فتيات جيلي، ولكن هيهات فأنا لا أرى نفسي جميلة أو طبيعية، لقد حاولت كثيرًا باتباع أنظمة غذائية منذ سنوات عدة ولكن لا فائدة، فأضعف أمام الطعام ولأنني مريضة اكتئاب فاضطراب الأكل لطالما كان جزءًا من حياتي.
ففي بداية علاجي لم أكن أضع الطعام في فمي وعكس ذاك الفعل، فأظل آكل وآكل حتى إذا شعرت بالشبع كنوع من العقاب وملء الفراغ الداخلي المستوحش.
لطالما أردتُ ارتداء نوع معين من الملابس، ولكن لا يوجد مقاس لي في بلدي، لطالما حلمت أن أرى نفسي مثل سائر البنات.
أريدُ أن أتحرك أفضل ولا أستطيع، أريد أن أكون أشجع ولكنني أشعر بالخجل.
أريد أن أكون أقوى، أريد أن أتغير حقًا ولكن لا فائدة، إنني لستُ يائسة ولم أكن شخصية انهزامية في حياتي، فقد أتممت دراستي رغم فشلي في الحصول على مجموع في الثانوية العامة والالتحاق بالجامعة، ولكن يكفيني أنني نجوت من هذا الوحش الذي دمر كثيرين، فكنتُ دائمًا إذا بدأت شيئا أكمله.
أما الآن فتغير هذا الحال اليائس والضياع من محاور حياتي والتنمر جزء لا يتجزأ منها.
إنني أريد حقًا أن أرى الجمال الداخلي المدفون الذي لطالما سمعت عنه ممن يحبونني، ولكن عندما تكون الأم من المتنمرين أيضًا فيا لقساوة العالم، ويا لاختلال الطبيعة فلطالما رأت الأم أطفالها دون عيوب.
ولكن لم يحدث هذا معي! فكانت من الساخرين بقساوة من وزني ولم تفكر في كيف تساعدني، ولكنني أسامحها الآن؛ لتفهمي طبيعة عقلها وسنها الكبير وعدم التقاء أفكارنا أو مشاعرنا.
المخاوف والهواجس التي ألقاها الآن في عالمي من أنني سوف يكون مصيري مع المشردين أو أنني لن أجد طعامًا لي بسبب قلة النقود وكثرة المصاريف، ولكنني شخص مؤمن أن الله رحيم، وأن يجعلني أحتاج لا أعلم كيف، ولكنني أؤمن بهذا، فأنا شخصية مثابرة رغم ضعفي وقلة حيلتي.
وأنني لم أكن شجاعة، ولكنني أرغب وأبحث عن التغير حتى إذا كان بنسبة بسيطة أريد حقًا أن ألمع، أن أرى تميزي، أن أكون مقبولة، أعلم أنني أطلب أشياء يصعب تحققها في هذا العالم القاسي، ولكن شعلة الأمل التي أستمدها من الله تجعلني أصبر وأطمئن.
حقًا يوجد أشياء خاطئة في داخلي وأشياء مخيفة ومفزعة وأنا مضطرة للتعامل معها كل يوم بل كل لحظة، مثال أيام الإجازة فمنذ أن تركت عملي السابق والتحقت بهذا العمل الجديد أحمد الله، ولكنني حقًا أخشى الجلوس مع نفسي في منزلي، قد يكون أمراً سهلاً بل مستحبًا من الناس الطبيعية، ولكن الاكتئاب يتطلب الكثير من عناية شخصية والتزامات منزلية ولا قوة لفعلها.
يا رب ساعدني وساعد من يقرأ ومن أحب.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.