هاني ميلاد مامي سبتمبر 11, 2023, 9:35 ص

خاطرة "هل واحدة تكفي؟".. خواطر وجدانية

قد يتزوج الرجل أربع زوجات، ولكن هل يمكن أن يحب أربعة؟ طبعًا أنا هنا لا تعنيني كل صرخات واعتراضات الجمعيات والمنظمات النسوية، التي لا أشعر بوجودها فضلاً أن أهتم بشعورها، ولكنني أتحدث عن قدرة الرجل من الناحية القلبية والشعورية على حب أربعة من النساء دفعة واحدة، وبنفس القدر والإحساس والميل...

طبعًا حاول البعض الفلاسفة نشر ثقافة بين الناس، مفادها أن زواج الرجل من الثانية لا تكون إلا في حالة مرض الزوجة الأولى، أو عدم إنجابها، أو بسب ازدياد عدد النساء في المجتمع وبالتالي تزايد العازبات..

ولكن الحقيقة أن هذا كله كلام لا أصل له... فإن الرجل له أن يتزوج الثانية وإن كانت الأولى هي أجمل جميلات العالم وأكثرهن بنينًا وأصدقهن حبًّا له، يتزوج الثانية فقط لأنه يريد ذلك..

وقد سأل أحد الحكماء فقيل له: لماذا يتزوج الرجل من زوجة ثانية؟ فقال: إن الأولى هي السبب، فإن هي نكدت عليه تزوج بثانية هربًا من النكد وبحثًا عن الطمأنينة، وإن هي أحبته وهنأته وريحته بحثَ عن ثانية وثالثة ورابعة؛ طلبًا للمزيد من الراحة والمتعة والهناء والطمأنينة.

إن زواج الرجل من الثانية والثالثة والرابعة يعتمد على قدرته أولًا، تم على رغبته ثانيًا.. وزواج الرجل على زوجته لا يعني أنه لا يحبها بل قد تكون أحب زوجاته إليه وتزوج عليها، بل وقد تكون الثالثة ويحبها أكتر من الرابعة.

ألم يبني ملك الهند ضريح تاج محل لزوجته الثالثة حتى لا ينساها؟ وبنى الملك نبو خذ نصر الحدائق المعلقة في بابا لزوجته التي عدد معها...

إن العدل مع الزوجات لا علاقة له بالحب؛ لأن الرجل لا يملك التحكم فيه، فمن ذا الذي يملك قلبه، فهو بيد الله، فقد يميل القلب إلى واحدة أكثر من الأخريات... أما الأمر المطلوب العدل فيه فهي أمور النفقة والمبيت والمعاشرة بالإحسان وغيرها من الأمور المحسوسة.

وقيل إن أحد الحكام المسلمين كان لا يعيِّن قاضيًا متزوجًا من واحدة فقط، ويقول إنه غير مستقر نفسيًا وعقليًا، فيصعب عليه بالتالي فهم مشكلات الناس وقضاياهم...

إن القلب يجمع حب الوطن والأم والأب والأصدقاء والأبناء وفريق كرة القدم وأنواعًا من الأكل والشرب، فلماذا يعتقد البعض أنه غير قادر على جمع حب أربعة من النساء دفعة واحدة؟

استكشف المزيد حول خواطر اجتماعية خواطر الوجدان

بقلم هاني ميلاد مامي

ليسانس تاريخ مهتم بالكتابة في التاريخ ونشر كتب ومقالات فيه.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة