خاطرة "هل ستتراجع".. خواطر وجدانية

عندما تكون أمورك أفضل من أمور غيرك، عندما تجعل قضاء حوائجك أعلى من الآخرين، عندما تجعل أهمية نفسك هي الأهم، وعندما لا ترى ضوء الشمس إلا شعاعًا، عندما تغفل عن جمال الجمال، وعندما تجعل الأرض الخضراء في عينيك ترابًا قاحلًا وأرضًا جدباء، ليس تشاؤمًا بل تعاليًا وغطرسةً وتكبرًا.

لكن حينما تجد الناس ينفضون من حولك تاركين لك نظراتك البعيدة القريبة، متنحين عن طريقك القصيرة الطويلة، واضعين في مخيلتك العالية تعالي أفكارك الغريبة الفظيعة، حينما يغادر من حولك ديارك التي استوطنتها عناكب التهويل لأبسط الأمور، ويسرح بك خيالك أنك تمضي في الطريق الصحيح، وأنت تتخطى منعطفات لا حصر لها من تمجيد نفسك.

حينما تتفاجأ يومًا أنك ضللت رشدك نحو الاستمرار والمضي دون تعليق، أيعقل أن يكونوا تركوك فقط لأنك فضلت نفسك وتفضلت بها عن غيرك، لا لأنك فضلتها عنهم بل لأنك فرضتها عليهم؟ هل ستفيق يومًا من هذا الداء وتتناول دواء فيه الشفاء؟ هل ستلحق بالركب الذي ابتعدت عنه كثيرًا، ظنًّا منك أنهم فروا منك؟ هل ستحاول إصلاح ما تأكدت منه أنه ليس ما كنت ترمي إليه؟ هل ستفيق من غفلتك التي أغفلت نفسك بنفسك عنها؟

تمنياتي لك بالعودة المحمودة، وان تجد الهداية المرغوبة، وتجد الآذان الصاغية موجودة، وتلقى أيادي لك ممدودة، وطرقًا فتحت كانت من قبل مسدودة، ومسالك غير محدودة، ومواطن كثيرة غير معدودة، سيبعث لك رب العباد إن نويت تغيير نفسك كل ما يجعل عيشتك مسعودة، وعيشة تكون حياتك بها أفضل من التي مضت تشكر بها الله على جوده.

أتمنى فعلا أن يسلم الآخرون من أذى مثل هذه الشخصيات لأنها تجلب لنا كثيرًا من المتاعب وتجعلنا مقيدين في الحصول على ما نريد.

تموت الأماني قبل بلوغها مبتغاها، وتتحجر الأهداف في مكانها لأنها تجرف بمعاول الهدم التي تحملها هذه الشخصيات في هذه المعمورة، لكن لا يجب علينا أن نستسلم لهذه السيطرة التي تجعل حياتنا مؤطرة وأفكارنا مبعثرة، يتوجب علينا بناء أنفسنا وإيجاد مخارج نتنفس بها الصعداء لننجو من البلهاء وألا نكون ممن يصابون بالبلاء.

تذكر أنك تستطيع فعل ما لا يمكن أن تتخيله، ثق أنك ستصل، ما وجدت النوايا الحسنة وتغافلت عن أذية نفسك.

أطلق العنان لكل ما يمكن أن تفعله لكن بخطًا محسوبة لا بأفعال محبوسة أو أماني مدسوسة، تذكر أن ما تفعله فيه خير لك ولمن حولك، لا تفعل ما يجعل صفحاتك مشينة وتجعلك مع الأيام تغلق كل نوافذ الأمل وتبعد الآخرين من حولك، تحرر من كل ما يؤذيك ويؤذي غيرك، انطلق بخطًا قوية طالبًا من الله أن يوفقك وألا تهدر أيامك فيما قد تندم عليه.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

أغسطس 1, 2023, 2:40 م

من اي بلد عزيزتي انتي ممكن نتواصل من فضلك اتركي لي رقم او بريد إلكتروني سأحدثك لامر هام..

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

أغسطس 2, 2023, 9:14 ص

السلام عليكم اختي القديرة
اشكر لكِ متابعتكِ الدائمة لي
بريدي الالكتروني alariqi555555@gmail.com

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

أغسطس 8, 2023, 1:38 م

جميل جدا

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة
نبذة عن الكاتب
مقالات الكاتب الأكثر شعبية