هل ينفع الرجوع؟
هل حقًّا يمكن؟
أصبح كل شيء حولنا يوشك أن ينقلب، فالكل يهيم على وجهه لا يدري إلى أين يذهب.
المرأة أصبحت تأخذ غالبية أدوار البطولة في مسرحية الحياة، والرجل اكتفى بالباقي القليل وأظنه استهواه أو ارتاح لهذا.
لا أتجنى مطلقًا على الرجل ولا أحب التعميم، ولكن القطيع الأكبر أحبوا هذا الدور المهين لهم أولًا، وأخيرًا ولم يقاوموا أو يناضلوا من أجل استرداد كرامتهم أو رجولتهم التي دهستها أفكار الغرب الهدامة والنسوية الحمقاء التي، وإن نظرنا إليها من بعيد وحاولنا تقييمها، لوجدنا نتائجها على جميع أنحاء العالم عامةً، والعالم العربي خاصةً، كارثية بكل ما تحمله الكلمة.
استهداف تدمير المرأة على وجه الخصوص، وباقي أفراد الأسرة على وجه العموم.
حينئذ يجب أن يُطرح سؤال: هل عمل المرأة في جميع مجالات العمل تدمير لها؟
الإجابة: نعم، نعم.
معذرة، سأغلق أذنيَّ مما تناهى إلى سمعي من سباب ولعنات واتهامات باطلة بأني ضد عمل المرأة والمنافسة في سوق العمل معها.
اتركي لي سيدتي مساحة الرد وسوف أبدأها بعدة أسئلة، حاولي الإجابة عنها بمفردك، ولكن كوني منصفة:
لماذا سادت ظاهرة الانفلات الأخلاقي في المجتمع؟
هل هناك وقت للمرأة العاملة أن تذاكر لأولادها أو تخصص لهم وقتًا للمناقشة والحوار وزرع المبادئ والقيم بداخلهم؟
هل دخل المرأة من عملها يكفيها، أم تكمل باقي شهرها بالاستدانة من زميلاتها؟
هل يوجد وقت للزوج عند المرأة العاملة؟
هل وقت المرأة العاملة يكفيها لزيارة أهلها وصلة رحمها والتواصل بين أهلها وأولادها؟
هل المرأة تركت الرجل يمارس حقوقه وواجباته ومسؤولياته في الإنفاق على أسرته عندما خرجت لسوق العمل المزعوم لتكافح معه؟
يجب أن نتفق معًا على أن طبيعة النفس البشرية تميل إلى الركون للراحة، لا الجد والاجتهاد والمثابرة.
فمن يكون لديه زوجة أو أخت أو أم تتشارك معه في الإنفاق وتحمل عنه عبء المسؤولية الكاملة ويرفض ذلك؟ وبذلك سوف تمر الأيام والسنون ويصبح الأمر فرضًا على المرأة العاملة أن تنفق على أسرتها بعد أن كانت تشارك فقط.
كل هذه الأسئلة وأكثر تدور في أذهاننا جميعًا.
من المستفيد من هدم الأسرة التي هي نواة المجتمع؟ فإذا هُدمت الأسرة فكأنك هدمت كل المجتمع، وإذا أصلحت الأسرة فكأنما أصلحت كل المجتمع.
من الممكن أن نرجع، ما زال أمامنا وقت للعودة.
فالحقيقة أن أهم عمل للمرأة هو الأسرة والحفاظ على كيانها ووحدتها لكونها النواة الأولى في أي مجتمع قوي ومتماسك. وهذا ليس بالعمل اليسير مطلقًا أو البسيط، بل عظيم للغاية ومرهق نفسيًّا وبدنيًّا؛ لأننا نبني عقولًا وأنفسًا لا أجسادًا تأكل وتشرب فقط كالأنعام.
جلب المال سهل، ولكن بناء الإنسان ليس سهلًا على الإطلاق. المال يُصرف على أية حال، أما أن نبني الرجال والنساء فهذا يترتب عليه أمة قوية صلبة من الداخل والخارج، نساؤها كرجالها في وقت الشدائد كلهم عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد والزبير بن العوام وأبو عبيدة الجراح وغيرهم.
من قام على صناعة هؤلاء الأبطال الرجال؟
ألستِ أنتِ من قام بهذا أيتها المرأة عندما كنتِ تتفرغين فقط لأسرتك ولم تكن عينك على ما في يد غيرك من الناس أو على كل ما تشتهينه فتشترينه؟ بل كنتِ أيتها المرأة: صانعة المجتمع.. صانعة الرجال.
فصناعة الرجال تحتاج إلى التفرغ والاهتمام بها بدلًا من حشو بطونهم بكل ما تشتهيه أنفسهم.
فعندما تركتِ مهمتك الأساسية أصبح العالم كله في فوضى عارمة...
تركتِ مهمتك فأنجبتِ أشباه الرجال والنساء.
تركتِ مهمتك فأصبحنا جِياعًا على الرغْم من وجود الطعام.
تركتِ مهمتك فأصبح الأطفال يتعلمون أشياء لا تتناسب مع عقولهم وأعمارهم.
تركتِ مهمتك فلم تعد تتدفق روائح الطعام الجميل والشهي من بيتك لأسرتك، واكتفيتِ بشرائه جاهزًا بلا طعم للحب فيه ولا رائحة البيت والسكن تفوح منه.
نحن نعرف من المستفيد من تلك الفوضى القائمة الآن. ومع ذلك كله... أقول:
يمكنكِ العودة أيتها المرأة.
يمكنكِ إصلاح ما أفسدته.
يمكنكِ العودة إلى مهنتك الأساسية المقدسة.
ألا وهي: صناعة الرجال والنساء.
وتعلمي مما يحدث حولنا.
فقط إذا أدركتِ أننا سندخل على منعطف شديد الخطر إذا لم تأخذي قرار العودة.
وما زال السؤال يتردد في عقلي:
هل حقًّا يمكن الرجوع؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.