خاطرة "هل الوقوع في الحب حقيقة أم وهم؟".. خواطر وجدانية

إن الطبيعة البشرية التي نشأنا عليها هي طبيعة فضولية وتحب الاكتشاف كل ما هو جديد ومختلف، سواء لما خلقه الله من حولنا فنسعى إلى اكتشاف خفاياه، أو على مستوى علاقتنا الشخصية، وبوجه خاص اكتشاف الجنس الآخر سواء كان رجلًا أم امرأة..

إن الوقوع في الحب هي لحظة اصطدام بمن هو يختلف عنا بأفكارنا ومشاعرنا، هي لحظة لا يمكن لنا أن ننساها.. كل شيء يصبح جميلًا ورائعًا حتى من وقعنا في حبه يكون ملاكًا مثاليًّا بشخصه وبصفاته وبكل شيء؛ كلماته وتصرفاته... كل شيء يكون على ما يرام، كل شيء يصبح من حولنا أشبه بجنة على الأرض.. ومن هنا، هل هذه اللحظة لحظة الوقوع في الحب حقيقة أم وهم...

وللإجابة على هذا السؤال:

أولًا وقبل كل شيء يجب توضيح أن طبيعة البشر أنانية، ومهما حاولت إخفاء طبيعتها فهي تظهر في النهاية، فكل شيء في البداية يكون في أبهى صوره.. الكلمات والتصرفات.. وحسب ما تم دراسته في كتاب (لغات الحب الخمسة)، فإن مدة الهوس في حب الشخص الذي وقعنا في حبه هي عامان فقط، بعدها يبدأ الشخص في الظهور على طبيعته؛ أي أنه قادر على الانتقاد والتجريح والرفض والغضب.. يظهر الوجه الآخر لمن أحببناه..

وعند هذه النقطة تبدأ كل المشاعر السلبية في الظهور؛ في أننا كنا مخطئين في اختيار شريكنا، أو ليس هذا هو الحب الذي نبحث عنه.. لقد كنا متفقين على كل شيء في البداية، فلماذا هذا الحب الذي شعرنا به في البداية ذهب أدراج الرياح كأننا لم نحب قبلًا؟ ومع كثرة التساؤلات، تنتهي العلاقة بين الزوجين بالانفصال أو طلب الطلاق.

يجب علينا أن ندرك جيدًا أن الوقوع في الحب هو حالة طبيعية نمر بها، وهي حالة مؤقتة، إذ تكون قدرتنا في التعبير عن مشاعرنا وحبنا للطرف الآخر عفوية، وبكل الطرق سواء كانت بالهدايا أو الرسائل، المهم أن نعبر عن مدى إعجابنا بالشخص الذي وقعنا في حبه.

إن هذه الطريقة مؤقتة، وربما نُدرك أننا بالغنا ولو بعد حين أن هذا الحب ليس لهذا الشخص وأننا أحببناه بشكل مبالغ فيه، وليس مناسبًا لنا، وتكتشف أن هذا الحب هو وهم.

وفي الختام، إن الوقوع في الحب واستمرار المشاعر الجميلة بين الطرفين يحتاج إلى بذل الجهد بين الطرفين.. فقد نقع في الحب، وحين نشعر أنه هو الشخص المناسب لنا علينا أن ندافع عن هذا الحب في داخلنا ولا نجعل الواقع يقضي على المشاعر التي شعرنا بها في البداية، وعلينا إدراك أن الاختلافات التي تكون بيننا هي ما تجعل الحب أجمل ومستمرًا، ومن هنا يصبح الوقوع في الحب حقيقة وليس وهمًا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

خاطرة رائعة، دمتي متفوقة ومتآلقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

أحسنت جميلة ورائعة 🌹🌹🌹
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

نعم أحسنتي لا شئ يكتمل دون تبادل فالتبادل عطاء والعطاء استدامة للحب والمودة في كل العلاقات الإنسانية🤝🌹
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة