خاطرة "نهاية رحلتي".. خواطر وجدانية

ها أنا اليوم وسط كل الضجيج الذي من حولي أجمع شتاتي المبعثر، أجمع ذكرياتي، أحلامي وألمي.. أجمع سنين عمري بكل ما تحمله من الألم والمعاناة والآهات والتشتت والضياع.. أجمع بقايا روحي السجينة في ذلك الوهم الأبدي.. أجمع أوراقي المتناثرة بين كم هائل من الفوضى.

ها أنا ذي أفترق عمن خذلني وأفلت يدَيَّ في وسط الطريق.. أفترق عمن كان سببًا في قتلي آلاف المرات، بل ملايين المرات.. أفترق عمن سلب مني هويتي وذاتي وأحلامي وطموحي وأهدافي ومستقبلي وحاضري.. أفترق عمن تكبَّر واغتر ونافق.. أفترق عمن سلبني كل شيء ولم يترك لي شيئًا لأغفر له ما فعله بي.

نعم، افترقنا، وأنا راضية أشد الرضا والتسليم بهذا القرار الأخير الذي كلفني أعوامًا عدة كي أصل إلى هذا القرار.. لا يهمني أبدًا ولا أهتم بما سوف يحصل من بعدك.. لا يوجد شيء أخسره، فقد نفد كل شيء واستهلكت كل طاقتي وامتصصت روحي وكل نفس أتنفسه.

أعطيت هذه العلاقة أكثر مما تستحق ووهبتها وقتي وحبي وعمري وحياتي وأحلامي وطموحي وأهدافي ومستقبلي وحاضري.. كنتً أسقيها كل يوم من عطائي الذي بلا حدود ولا شروط، بكل أمل وحب وعشق وغرام.. نسجتُ لعلاقتي معك كل ألوان الطيف والغرام غير المشروط، لكني لم أجد منك شيئًا سوى السموم والجحود.

أنهيت كل الذي كان بيننا بغمضة عين، وتركتني وسط الطريق دون حتى أن تلتفت إلى الوراء ولو للحظات.. ومضيت في ضيائك. في تلك اللحظة، أصبت بحالة لم أستطع في ذلك الوقت تفسيرها بين البكاء والضحك، بين الانهيار والسكون! تركتني أغرق بين دمائي ونزيف قلبي وروحي.

كنتُ ألتقط آخر أنفاسي في ذلك الوقت، وفقط حينها أيقنت أنني كنت أعيش مع شيطان! وعندما أيقنت الحقيقة، رحلت، ورحيلي لم يكن من فراغ.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة