وضعت نفسي في مكان شياطين الإنس بمختلف جرائمهم، فوجدت ما يلي:
هو إنسان يطمح إلى الكمال، ويعرف جيدًا استحالة وصوله إلى الكمال، فيعتقد أنه إذا أحبط عمل الآخرين سيظهر هو بصورة الكامل الذكي الغني.
فمثلًا تجد امرأة تعيب ملابس باقي النساء وذوقهم، وتنظر إليها تجد أن لبسها لا يمتُّ للذوق بصلة.
وتجد رجلًا يعيب قدرة الرجال على التعامل مع الزوجات، وتجد زوجته تفضل العمى على رؤيته، ولكنها تتعامل معه لأنه نصيبها في الدنيا.
تجد امرأة تسعى لخراب بيوت الأخريات، فتذهب للرجل وتقول له: كيف تتحمل كل هذا؟ وتذهب لزوجته وتُشعرها بنقصها، وتدخل في عقله ألا يتركها وألا يكون شخصًا جيدًا معها، تنفِّره منها دون طلاق (كي لا تشترك في خراب بيت) ولكن تتزوجه هي أو تسلِّط عليه أخريات.
والشخص البارع في أكل حقوق البشر، فيأكل كل الأموال وإن كانت أموال عياله. وسليط اللسان ...إلخ من أنواع الشخصيات المؤذية، فهم يستمتعون بآلام غيرهم، وحياتهم شماتة وكيد بين البشر وأعمال سفلية ممتلئة بالترصد للآخرين.
هذه الشخصية تعاني نقصًا شديدًا وتحولًا إلى اضطراب؛ بسبب تنشئة خاطئة أو صدمة حدثت له في حياته، ولسان حاله يقول: مثلما جرح قلبي سأجرح كل القلوب.
فلديه نزيف داخلي، ونعمة الآخرين كأنها إبرة حادة تدعس هذا الجرج الذي لا يتوقف عن النزف. لديه قصور عقلي فلا يستطيع التفكر في إشباع هذا النقص بأساليب مشروعة، ويعتقد أنه كلما تقدم الآخرون في حياتهم هو ينزل في القاع، فيحاول تصعيب كل ما هو سهل على الآخرين، ويتصيد الأخطاء، وإن كانت أخطاءً صغيرة يعظمها، وإن كانت كبيرة يعاون المخطئ في زيادة أخطائه، لا يتوقف تفكيره عن كيفية تدمير الآخرين.
يحدث له أزمة بنجاحهم، وإن نجحت الضحية في التخلص منه، وحوَّلت كل ما هو ضدها إلى مصلحتها، واستغلت الظروف للتطور، يسألها الجاني سؤالًا يجعل عينها لا تغفل أو تنام: كيف حوَّلت كل شيء في صالحك وكأنني كنت أعمل لك؟ وتنظر له الضحية نظرة استغراب وتسأل: كيف لك بعدما فعلت بي كل هذا وحاربت من أجل النجاة تفكر أو تشعر أنك كنت تعمل لمصلحتي؟
فالضحية الأولي للجاني هو الجاني نفسه، فكما رأينا في قصص السابقين أنه لا يوجد جانٍ أفْلت من العقاب الإلهي. ولكن يجب عليه أن يكبر ويقوى حتى يشعر بأنه يستطيع فعل أي شيء بذكائه، ويقول مثلما قال قارون: إنما أوتيته على علم عندي. ثم تنفك سلسلة العقاب الإلهي، وتحدث له كل المصائب في وقت واحد.
فتجد هذا الشخص يعيش في نار الدنيا من البداية حتى النهاية، ويؤكد له من حوله أنه الشيطان الرجيم. ويسأل: ألم أفعل خيرًا قط؟ ويجاب عليه: حتى وإن فعلت فقد عملت شرًّا أكل هذا الخير، فما بالك بشخص كان يعتقد أنه فعل خيرًا ليجده، ويجد أن هذا الخير محاه بيده.
هو شخص تعمَّد الجهل، وطمس صوت ضميره الفطري حتى تحول إلى شيطان إنسي، يستمتع بآلام غيره، وليس له أي هدف في الحياة سوى الحصول على ما بيد غيره أو أذيته.
بالفعل صديقتي هدير اغلب الناس من هذا النوع
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.