آذن العام الدراسيّ على الرحيل، وحوالي شهر ندخل مناخيًا في فصل الصيف، فصل الراحة والاسترخاء والحصاد، سواء كان الطلاب أم العمال أم أرباب العمل.
حتى ربات البيوت إنهن عاشقات للإجازة الصيفية، فيها تمضية الوقت بلا مزعجات تدريسية ولا التزامات وقتية ولا برامج محددة فيها ولا أنظمة ولا قوانينه فيها، فقط الاستمتاع بنهارات طويلة بين المنازل وشرفاتها، وبين الجلول وأشجارها ونباتاتها، وبين الجبال والشطآن تتأرجح النزهات، بحسب ما تجمع من المدخرات خلال العام..
والكل أساريره منفرجة بشوش، ولا يعكر صفوه إلا السير تحت لهيب الشمس أو المكوث في البيت عن احتدام السهرات والزيارات بعد مغيب الشمس.
واللافت أن السيدات اللواتي يجمعن بين المتعة وبين العمل الدؤوب لجمع المؤنة وحدهن مساعدات لأزواجهن ومخففات من عبء الحياة ومقدمات ما لذَّ وطاب، وإن لم يكن أحيانًا من صنع أيديهن إلا أنهن الساعيات لتأمين لقمة هنية وعديد من المنتجات، فالخير كثير والهمم قائمة.
وكل واحدة منهن العنصر المحرك للحياة العائلية إيجابًا هنا، والرجال وإن خف الدوام وتضاعف وقت الراحة إلا أن العمل في يوم صيفي والناس كلهم مرتاحون لهو أشد عقاب.
والأطفال لهم البراءة والنط والقفز والمحاولات لإبعادهن عن التكنولوجيا وحبس الأيبادات، والبقاء لساعات وراء الشاشات بلا حركة وتركيز مؤذٍ يضر أقله بالعيون، ويعطل ملكة الحراك والانطلاق لديهم.
والشباب والصبايا والساعين للارتباط ولإبراز المحاسن وللتقرُّب من بعضهم البعض، عسى تكون الأفراح عامرة والخطاب كثيرون وعديد من الصبايا مجبورات الخاطر، وعديد من الشباب وجدوا ضالتهم المنشودة ونصفهم الآخر، وهكذا تستمر دورة الحياة وتنشأ العائلات وتكون الأسر..
والعجائز ينعمن بالدفء وبالاهتمام وبروايات أكثر للذكريات، وأما أنا فقلمي لا يعلم للإجازات معنى، ومنذ عقود لم يعش إجازة ولذلك أنا ودواتي وهو تواقون إلى قضاء إجازة كي نسهب بما في النفس من خبء، ولنبرز سواعد فصاحتنا ونشرع في تدوين ديواننا الذي هو هويتنا الأدبية، وخلاصة أعوام من الجهاد في سبيل حياة حرة وكريمة وساطعة في كل الدروب والأمكنة.
ومن جهاتي العشرة أقرُّ بأنني مجرد قلم يسطر المشاعر والمواقف بتؤدة وجرأة معًا، حتى تتعادل في كتاباتي كفتي الميزان اللغة التي أعشق والبيان الذي أهوى، ولتبقى كلماتي مشاعل حب في قلوب الناس، وفي عقولهم لتزهر أحلامهم وأمنياتهم حدائق وجنائن ورودها عطرة ملونة وأزهارها زكية رائعة.
ساعية إلى ديواني وكلي رجاء بأن يكون لي بشارة صدق وعلامة ناصعة في يوميتي وفي عمري الذي بلغ أعوامًا مضعفة بفضل من الله ومنه؛ لأنه حباني بموهبة الكتابة وهداني سبلها كلها وأرشدني إلى العيش في كنف فنونها التي لا تشبه إلا ذاتها وتتفرد بإبداعها.
وليس غرورًا ولكن هي أمنيتي وهدفي وسعيي المجيد بكل تواضع وثقة وفخر واعتزاز، وسوف أرسم جهاتي العشرة موارد أفكاري النيرة.
جسور المحبة بيني وبين محيطي وواقع حالي ووجداني وتاريخي وموهبتي وشغفي عائلتي أصولي وفروعي.
وحبيبي الغالي، تلك هي العشرة التي بها أتنشق حروفي وأرسمها فوق قرطاسي وألونها بعظيم الفرح والحب والامتنان لوجودي ولكل من حولي، ولو أن الألف عندي هي ريشة قلمي والباقي حروف كالنجمات تلمع براقة في فضاءاتي وعوالمي وأكواني...
مايو 17, 2023, 8:42 ص
ذكرتي واقع حقيقي... سلمت يداك... أتمنى لك النجاح دائماً... وسأفخر بك بأنك كاتبة لبنانية موهوبة ومحبوبة من وطني لبنان...تحياتي ♥️♥️
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.