إن الأبجديات تُعلَّم للكافة، أما علوم العقل الباطن الخفي؛ فإليها يهتدي كل سوي، وما دون ذلك سراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء في بحور الملوحة أو العذوبة.
فجنان الخلد مرموقة، ودخولها يحتاج الرحمة والأعمال الصالحة، أما عدم الاكتراث والإهمال مع التقصير فنهايته غير سوية.
صراع النفس وردها عن غيها أمر شاقٌّ في زمن الانحباس الحراري المخيف. سهم البوصلة قد يرجع إلى الخلف أما عقرب الساعة بخلاف ذلك دومًا؛ فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك بكل حدة متناهية.
فالإسراف في تقصِّي الفرص لن يأتي بجديد سوى الضياع في عالم تصفية رصيد العمر دون شعور، فأكملت الصغر والشباب والكبر وأنت تدور في حلقة مفرغة كحجر الرحى تأكل نفسها بمرور الزمن حيث لا فرق.
اغنم شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك. كن بناءً، إيجابيًّا، متفانيًا، عاملًا، فعالًا، خدومًا، في هذه الحياة الفانية دون انتظار أحد؛ فالكل بحكم إنسانيتهم عاملون، لا فرق بين واحد وآخر في سبيل إحياء مشاعل الحياة بناءً وإعمارًا، وأحيانًا خرابًا وفوضى.
هكذا الدروب مليئة بالخطوب، يحيط بالكل علام الغيوب، مَن وجودُه أزليٌّ قبل الأزل ويلزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم، سبحان ملكوته في الخلق والجمال والإبداع المتغير وحاله الدائم في الدوام. سماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج، هلال وبدر وقمر منير، وجود وعدم، وكلٌّ في فلك يسحبحون.
فالبصيرة النافذة تغور في المضمون وتصل إلى مكامن الأمور. ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور. الأنوار الربانية هبات قلبية وروحية ينال بها الفرد العجائب ويشرب من معينها لذة التفكر في مبدع الكون الخالق. فالارتباط بين الصانع والمصنوع موثوق ومن الإيجاد في عالم الأحياء تزدهر القلوب عامرة بما يذهب الكروب.
اطمئنان لا يوجد له نظير وكل شيء في عالمه حقير سوى ذكر الله وما والاه، لكن لا تنسَ نصيبك من الدنيا قيامًا وقعودًا بين الزحام تبتغي بين ذلك سبيلًا.
أنهار الحب والتراحم في عالم التكوين والتزاوج بين بني البشر مطلوبة لإنشاء خلية مفعمة بالأحياء والتفاؤل والنشاط والإذكاء، أما أنهار القطيعة والجفاء فتولِّد الدمار والشقاء والجمود وعدم الرضى؛ فتحل النكبة وتهرم الأمة وتموت دون همة.
فيا ليت الشباب يعود يومًا فأخبره بما فعل المشيب.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.