أضعت نشيدي
ذلك الاحتفال المكلل
بالأماني
والأغنيات..
المضمخ بعطر الهيولى
ورائحة التراب المبلل بالمطر..
أضعت نشيدي
في الخواء المجيد
وهو يرتدي أزمنة من سلالة الحطب
ويستفحل في المكان
موغلًا في الوحشة
والصمت
كانت الساعة بريدًا نافقًا
وكنت أوضب أفكاري
وأجمع حطب السنين
لأحتسي بني
وأجلس مستمتعًا
بفكرة ترقص في المدى
وتوغل في نشيدي
كان النشيد
خيط ناي
خفيف
من ليلك الروح
وحلم من قطن النعيم
صرخة في الخلاء
تعيد ترتيب المواجع
تزهر
فترفل فيها الأغنيات
باذخة الظل
وارفة المعاني
أضعته حرفًا حرفًا
حين غزلته
حرفًا حرفًا
تسرب حيث لا أين
ليحتويه
اشتد الضباب
خر إيقاعي
وبكيت
ليس ثمة (مي) في النوتة
تسللت إلى التراب
حيث المقابر جنة من الصمت
الحزين
تبحث عن شجن مواز
تخلى عن نسغه
واكتسب القداسة
لكنها لم تعد..
طارت (الفا)..
عندما جاعت المدينة
وأكلت ذراعيها
سكرت بالدم
وجنت..
حلقت كفراشة
تبحث عن ربيع مؤثت
لكنها جفت من العطش
وامتصها الضباب..
الصول..
يقبع في زنزانة الفوضى
توقف عن الغناء
أطلق لحيته للريح..
وغض قلبه عن الفرح
لقد ضاع نشيدي
صار أعرجا
مثل قرصان غاضب
يكيل لعناته طوال الوقت
لكل شيء
فلا شيء يعجبه
سوى زجاجة من الروم
وألف لعنة ولعنة على الشيطان
اللا..
صارت تيمة المعنى
توقفت عن المرح
انزوت في قبوها
تسكر بالرصاص
طوال الليل..
تلعن التاريخ
وترفض الكلام
توارت في الجغرافيا
حتى توارت عن القلب
ما تبقى من الإيقاع
ليس كافيا..
فالسي سالت في شوارع المدينة
عانقت ضباب الجن
هاجرت للصمت
وانتحرت
ليس ثمة سوى الدو
يغازل الراي
وأنا
أحاول ترتيب نفسي
وأدوزن للمدى
لحنًا من نشيج الوجع
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.