في ليلة من ليالي الصيف الحارة تلك الليالي الكئيبة...
ذات الهواء المقيد حيث تختنق الصدور ويقل السرور وتغيب البهجة...
كنتُ على شاطئ النهر حيث الأمواج تتهامس فلا يشعر بها أحد...
والهواء غائب لا يعلم أحد أين ذهب وبينما أنا ضائق صدري...
حزين قلبي والدمع يخنق مدامعي ورأسي كاد ينفجر من الصداع...
وكنت حينها وحيدة لا أجد أحدًا معي يخفف عني همي...
كنت حينها أبحث عن بعض النسمات...
بعض النسمات التي يتسع بها صدري...
جاءت فجأة بعض النسمات الحائرة...
وكان الوقت حينها يقترب من منتصف الليل...
وكأنها كانت متخفية عن البشر...
وكأنها تخبرني ألا أخبر بوجودها أحد...
وكأن شيئًا ما قد قيد حريتها وأجبرها على الغياب...
وكأنها تشكو إلي همومها وحزنها...
وعدم رغبتها في وجود ذلك الفصل الكئيب الذي هي مجبورة على تحمله...
وكأنه ضيف ثقيل يقيد حريتها...
وكأنها جاءت إلي برحمة من الله متخفية...
لتطبطب على قلبي وتفرِّج ذلك الضيق الذي ملأ صدري...
وتمحو همومي وتجفف دموعي...
فضممتُها وملأتُ بها صدري وتنفستُ الصعداء...
فتحسن مزاجي ورجعتُ إلى بيتي وكلي يقين بالله...
أن غدًا سيكون أجمل بإذن الله...
وأن تلك الهموم المتراكمة ستزول وتفنى وأننا سننعم بأيام جميلة...
تنسينا ذلك العناء الذي مر بنا والآلام التي ملأت حياتنا...
وستمتلئ أيامي بالسعادة والاستقرار قريبًا إن شاء الله...
انتظر! أنت يا من شعرت بحالي وقد لامس قلبك وتخيلت أنك مكاني...
أنت أيضًا سيأتيك الله بفيض من السعادة التي لم تكن تتوقعها فقط اصبر...
وأتقن حسن الظن بالله وتوقع تلك السعادة في أيامك القادمة وستغمر السعادة أيامك...
تذكر دائمًا تلك المقولة كل مر سيمر ليأتي بالخير الذي يسر...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.