خاطرة "نجمة برونزية تلمع في السماء".. خواطر وجدانية

أكتبُ رسالتي الأخيرة إلى من وهبتُ له سنين عمري، إلى من كان لي عالم أحلامي الوردية، إلى من كان لي فارس أحلامي، إلى من كان لي وطني وأرضي وأمني وأماني.

أكتبُ رسالتي الأخيرة بحبر من دماء ومداد من خيبات الأمل، أكتبُ رسالتي وأحلام الماضي تتلاشى وتختفي. أكتبُ رسالتي، والعواصف والرياح والأعاصير من حولي تهدم الحاضر والمستقبل، ويتحطم كل شيء وينهار ويتفتت ويتبعثر في الهواء في كل مكان.

أكتبُ عن الحب الدفين والعشق المزيف والوعود الكاذبة والأمل المفقود. ها أنا أستيقظ من سباتي، يا من كنت أعدُّك أميري الخيالي الذي سيعيد الأميرة النائمة إلى الحياة، وسوف يحارب من أجلها كل من يقف أمامه، وسوف يحطم الأسوار ويدمر الأعداء ويتخطى الصعوبات. ولكن للأسف، اكتشفت أن ذلك كان حبًّا أسطوريًّا لا يوجد إلا في روايات وقصص الأميرات الخيالية.

ها أنا أستيقظ من سباتي إلى عالم لا يوجد فيه إلا الواقع، وأدركتُ أنك وهم وخيال لا وجود له. ها أنا ألمُّ شتاتي وأمسحك من قاموسي وقصص أحلامي، وأرجعك إلى مكانك الصحيح، وأنفيك وأرميك في عالمك المظلم. ها أنا أعيد ترتيب حياتي، وأُنفض الغبار عن جسدي وروحي وقلبي. ها أنا أتنفس من جديد هواء نقيًّا، لا تلوث فيه ولا زيف ولا خداع.

ها هي الصورة أمامي توضحت، والطريق أمامي قد انفتح، وتحطَّمت الأسوار وانجلى الظلام.. أنهيتُ تلك القصة المزيفة، والأحلام الزائفة، والوعود الكاذبة، والأمل الزائف.

أزحتُ من طريقي الأشواك والأحجار، وأطفأتُ لهيب النيران، ورفعتُ رأسي إلى عنان السماء، وأضأتُ الأمل وأيقظته ليمحو ظلام تلك الخيبات والانكسارات.

عشتُ في واقع لا يعترف إلا بالمحاربات، وأصبحت محاربة لا يُستهان بها، أقف ضد الرياح والعواصف والأعاصير. تعلمت فنون القتال، وعشت مع الأبطال كي أقضي على الاستعمار وأحارب من أجل السلام. أصبحت نجمة برونزية تلمع في السماء.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة