لقد تعلمت في المدرسة أن من يحب الورد يعتني به وبشؤونه.. من يحب الوردة يختار أفضل مكان في المنزل لها.
من يحب الوردة يزرعها في أفضل تربة.. من يحب الوردة يكرمها بالماء.. من يحب الوردة يتقبلها بشوكها ولونها وطولها.. من يحب الوردة ينتظرها تنمو دون ملل.. من يحب الوردة يصدم بجمالها كل يوم وكأنه يراها أول مرة.. من يحب الوردة ينحني أمامها، ويحترم جمالها.
في العصور القديمة كانت الورود رمزًا وشيئًا مهمًّا للغاية، كان البيت لا يخلو من رائحتها وحسن مظهرها، واليوم تجد بيتًا لا ينمو به الورد، لربما حاول زرعها لكنه فشل في احتوائها.
من يحب الورد يعتني به، لا يقطفه.. وأنا هنا لا أتكلم عن الورد والياسمين، أتكلم عن إنسان أنت قررت الدخول في حياته دون سابق إنذار، اقتحمت البيئة التي هو منها.
عندما يسمح لك أحدهم بالدخول إلى حياته، لا تخترق جدار الحب بينكما، لا تقطف هذا الإنسان مما هو عليه لإرضاء نفسك، في حين أن وظيفتك العملية وأخلاقك وتربيتك تتطلب منك الرقي بمستوى الوعي الصحي.
لا يحتاج إلى الأمر إلى فلسفة بجميع اللغات، إن لم تصنع تربيتك لك وظيفة الأحلام لن تصنع لك وظيفتك إنسانًا.
علاقتك مع الأشخاص المحيطين بك ربما تكون الأكثر أهمية بحياة كل إنسان.. عقلك الممزوج في مستحضرات التجميل والعناية الشخصية بالفلسفة الغربية التي لم تفهم منها غير اللغة، والنظر إلى مستوى من حولك، هذه جريمة بحق نفسك مهما كنت عالي المستوى، وإن كنت الأقوى بدولتك لا تنظر إلى شخص بأنه أقل منك شأنًا، ولا تنظر إلى نفسك بأنك أقل من أحد شأنًا.
علاقتك المادية بالعملة الخضراء هي الحرب الأقوى بحياتك.. على الأرجح بعد كل الخبرة التي اكتسبتها من أقل المواقف التي مررت بها، أدركت أن المال لم يكن سببًا للجوع ولم يكن سببًا للشبع، وهنا تحديدًا لا أتكلم عن الطعام، فالرفاهية التي نراها عند رجال الأعمال والأثرياء، يمكنني أن أرى أفضل منها عند الفقير وبأقل الإمكانات.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.