مرحباً من الجبهة الأخرى..
أنا لا أعرفك، وقد ينتهي عمرينا بين الرصاصات دون أن نرى بعضنا، لكنني أعرف أن ضاغط الزناد إنسان، أنا أيضاً إنسان لكنني في الجهة المقابلة لك،
لا أعرف لمَ أنا هنا على وجه التحديد، تركت منزلي وعائلتي وحبيبتي لآتي إلى هذا المكان، سافرت مسافة طويلة Hحمل فيها رائحة المنزل في أنفي، وأحبابي في ذاكرتي..
وروحي في يدي، أخبروني أنني بطل أو بالأحرى سأصبح بطلاً، ربما عندما أفقد إحدى مقلتي، أو طرفاً مني،
أو ربما حين يفقدني أحبتي، علموني كيف أصيب عائلة كاملة برصاصة واحدة، كيف أجعل أَمَّا ثكلى، وامرأة أرملة وأطفال أيتام في لحظات،
لم يخبروني أنه قتل ولا أنني مجرم، حاشا، أخبروني أنني بطل وهذا انتصار، لكنني لازلت لا أفهم لمَ أنا هنا، منزلي كان يعجبني لا أفهم لما أحضروني لأقاتل من أجل أن آخذ أرضك أنت
اعلم أنك غاضب،
أسمعك تسبني من حين لحين عندما نتبادل إطلاق النار، أنا أيضاً غاضب وأريد العودة لفراشي الوثير وتعود أنت أيضاً إلى منزلك بأمان.
أتعلم، ربما لو تقابلنا في يوم آخر في زمن آخر، لربما أصبحنا أصدقاء
مرحباً يا عدوي على الجبهة الأخرى..
توقعت أن تصيبني رصاصاتك بدلاً من أن تصلني رسالتك، والحق أن آخر شيء توقعته هو أن اسمع من الجبهة المقابلة شيئاً غير صوت البنادق..
نحن نختلف على اختلاف جبهتنا يا عدوي،
أما أنا فأعلم لمَ أنا هنا، لمَ تركت منزلي وعائلتي وأحبتي ورحلت بصورتهم في ذاكرتي وأمانهم على عاتقي، قد لا أعرف تجاه من تنطلق رصاصتي لكني أعرف لمَ أطلقتها، أعرف أنني حين أطلقها محملة بغضبي وثورتي لن تخيب الهدف،
أنا هنا لترحل أنت، أنت من أحضرت كلينا إلى هنا، لم آتي ليخبروني أني أصبحت بطلاً، أنا بطل برفضي لك، نعم أنا غاضب منك وسأسبك اليوم في الميدان وغداً في أوراقي..
أما بالنسبة لصداقتنا، فربما عندما يتصالحون فوق الطاولة، وتتصافح الأيدي النظيفة، وبعدما يموت كلينا، يتقابل أحفادنا ويتصافحون، أما الآن، فلا أرى قبالتي سوى فوهة المدافع، لا وجود لإنسان على جبهتينا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.