خاطرة «من أين جئتِ».. خواطر شعرية

قصيدة «من أين جئتِ» تحكي عن جمال الصدف التي تجمعنا بأشخاص قد يصبحون كل وأهم ما نملك..

من أين جئتِ وفي قلبي حكاياتُ  

تشدو بها الروحُ والأشواقُ تندمِعُ  

قد كنتِ نجمًا على الأحلامِ مرتحلًا  

والليلُ يرنو وفي عينيه يسطعُ  

أطيافُ حبكِ في الأكوانِ طائرةٌ  

تعبرُ الفلكَ أسرع نحو القلب الممنع  

من أين جئتِ وقلبي بات مُنبهِرًا

بِسحرِ وجهكِ والأفراحُ تَنبَثِقُ

يا من جَعلتِ فؤادي فيكِ مُكتملًا

وفي حضوركِ كلُّ الكونِ مُتَّسقُ

كنتِ الضياءَ لعيني حين أرمُقُهُ

والنبضُ في داخلي بالعشقِ يندَفِقُ

يا من أتيتِ وفي عينيكِ أُغنيتي

والعمرُ يزهو، وفيكِ الحلمُ يَنبَثِقُ

قد كنتِ لي أفقًا والروحُ هائمةٌ

في بحرِ حبكِ موجُ القلبِ يَغترِقُ

لا تسألي كيف صار الشوقُ يملِكني

فالحبُّ في حضرتكِ بالنورِ يَعتنِقُ

أنتِ الفصولُ وفي عينيكِ أزمنتي

يُزهرُ الربيعُ وفي أحضانِكِ العِتقُ

يا بسمةً خطفت من صبحها أملًا

وفي حضوركِ صار الحلمُ يَنبَثقُ

يا من بلمسةِ كفٍّ منكِ أسكنني

عالمًا من السحرِ في عينيكِ مُلتَحِق

من أين جئتِ؟ وهل في خافقي قدرٌ

أم أنَّ روحكِ في أضلاعيَ التحقَتْ؟

يا زهرةً نبتت في مهجتي طربًا

وأورقت في حنايا القلبِ واستبَقت

ما عدتُ أعرفُ إلا أنني غَرِقٌ

في بحرِ حبكِ والأشواقُ تنطَلِق

من أين جئتِ؟ وهل للعشقِ خارطةٌ

تدلني كيف في عينيكِ أستغرق؟

قد جئتِ مثل الضياء الحُرِّ مُقتحِمًا

كل الدروبِ التي في ظُلمتي تُغلق

يا نغمةً عزفت في الروح أغنيتي

فصار قلبي على ألحانها يخفق

في كل نبضةِ شوقٍ كنتِ ملهمتي

والحبُّ من نبضكِ الآتي يُورِق

قد كنتِ شمسًا أضاءت ليل غربتنا

والدفء في برد أيامي يتدفَّق

يا موطني، وسمائي، والأمان الذي

في حضنكِ الدافئِ الموعودِ ألتصق

مِن أين جئتِ؟ وهل في صمتِكِ قصتي

أم أنَّ في همسكِ المكنونِ مُتَّسق؟

من أين جئتِ؟ وفي عينيكِ قافيةٌ

تُزهرُ القصائدُ في قلبي وتأتلق

يا فاتنةً جَعلت أياميَ أغنيةً

وفي حضوركِ صار العمرُ يَعتنِق

أنتِ البدايةُ للأحلامِ والنهر الذي

يجري بقلبي وفي أعماقهِ الغرق

يا من إذا نظرت عيناي وجهكِ قد

تلاشى الهمُّ، وانساب الهوى ودق

 أنتِ الأماني التي طافت بخاطرتي

كالنورِ يجتاحني، بالحبِّ يحترق

 كيف الوصولُ إلى عينيكِ يا أملًا

تُسافر الروحُ في معناكِ تَنسَبِق؟

 في كل خطوةٍ منكِ أشعرُ بعالمٍ

يحيا بفكري وفي رؤياكِ يَتمزق

 أنتِ القصيدةُ والألحانُ في أذني

وفي حديثكِ كل الشوقِ يأتَلِق

 من أين جئتِ؟ وهل من لمسةٍ غَرق

فيها الفؤادُ فصار العشقُ ينبثق؟ 

من أين جئتِ؟ وهل في طيفكِ أسرارُ

تبوحُ للقلبِ ما لا يعرفُ السَّمَر؟ 

أنتِ التي في حضورِ النبضِ عابقةٌ

كالوردِ يزهرُ في أرجائهِ القمر 

يا رحلةً في مدى العشقِ الذي سكنَ

روحي فصار له في الصدرِ مُستقَر

كيف استطعتِ؟ وهل في الوصلِ معجزةٌ

ترتدُّ منها دروبُ العمرِ تنتظِر؟ 

أنتِ الحكايةُ والأزمانُ شاهدةٌ

على حروفٍ من الأشواقِ تنتثِر 

قد جئتِني مثل أحلامٍ تلوِّنُني

والروحُ في ظلِّ عينيكِ تَزدَهِر 

يا وجهةَ العمرِ، يا نبضي، ويا أملًا

يزدادُ في كلِّ نبضٍ منكِ يَبتَكِر 

مِن أين جئتِ؟ وهل في سحرِ مبسمكِ

أمسى الهوى طيفَ عشقٍ ليسَ يَندثِر؟ 

أنتِ الحياةُ التي في قلبِ ذاكرتي

كالنهرِ يجري، وفي أعماقها المطر 

فكلُّ لحظةِ حبٍّ عشتُها معكِ

كانت قصيدةَ عمرٍ ما لها أثرُ 

من أين جئتِ؟ وهل في جفنكِ أزمنةٌ

تروي الحكايات عن ماضٍ له أثر؟ 

أنتِ التي في مدارِ القلبِ سافرةٌ

كالبدرِ يسطعُ حين الليلُ ينكسر 

يا همسةً في دجى أيامي تَخطفني

كالنجمِ في رحلةِ العشاقِ يُبتَكر 

قد كنتِ في خاطري نبعًا من الأمنياتِ

وفي عيونكِ ماءُ الحبِّ ينفجر 

يا لحظةً من سكونِ الكونِ زارتني

فاستيقظَ الفجرُ، والإحساسُ يَفتَخِر 

كيف استطعتِ بقلبٍ نابضٍ أبدًا

أن تُشعلي في ربيعِ العمرِ ما اندثر؟ 

أنتِ الحنينُ الذي ما زالَ يسكنني

وفي يديكِ سرورُ الكونِ يستقر 

قد جئتِ مثل الغمامِ الحُلوِ تمطرني

حبًا، فصار على الأوراقِ ينتثر 

في كل نبضٍ، وفي كل ابتسامةِ ضوءٍ

أرى الحياةَ، وفي عينيكِ أستتر 

يا من جمعتِ بعينيكِ المدى رحبًا

فصار قلبي على أعتابكِ يَستقِر 

من أين جئتِ؟ وهل للحبِّ موعدنا

في حضنِ عمركِ؟ أم أن الهوى قدر؟ 

يا وردةَ البوحِ، في لُبِّ الخيالِ نمت  

والشوقُ يروي جذورَ الحبِّ والورَع 

أجئتِ تهوينَ قلبي دونما سببٍ  

أم أنَّ في ليلكِ الآهاتُ تُختَرَع؟   

أجيبيني يا ربيعَ العمرِ في صمتٍ  

والدهرُ بين ضلوعِ الصمتِ يستمع   

يا نورَ حلمي، إذا ما جئتِ في سَكَنٍ  

فالقلبُ يشدو، ويُزهى فيكِ مُجتمِع   

من أين جئتِ وفي عينيكِ أسرارُ  

تُضيءُ في ليلِ هذا القلبِ أنوار  

هل جئتِ تسأليني عن حالِ أوردتي  

أم جاءَ في خافقي للحبِّ إبحار؟   

قد كنتُ أبحث عن طيفٍ يُناجيني  

حتى أتيتِ، فصارَ الصمتُ إعصار  

فأنتِ روحي التي قد كنتُ أجهلُها  

وأنتِ لحني الذي في العشقِ يحتار

 إن تسألي، قلبي ما زالَ يهواكِ  

وفي عيونِكِ كلُّ الكونِ مُزدهر  

يا من بها عادت الأيامُ مشرقةً  

وبسمةُ العمرِ في الأحلامِ تزدهر  

أخبريني، هل للحبِّ موطنٌ  

أم أنَّ في نبضنا قد ضاعَ واستتر؟   

من أين جئتِ وفي أعماقِكِ بحرُ  

يغوصُ فيه الهوى والعمرُ ينتظِر؟   

يا من بريحانِها قد أزهرت سنَني  

وفي حديثكِ شذا الزهرِ والعطر   

إن كنتِ تسألينَ عن روحي وما بها  

فكلُّ نبضي إليكِ صارَ مُختصر 

من أين جئتِ وقلبي اليومَ يرتحلُ  

بين النجومِ وفي الآفاقِ يبتهل 

أهديتِني فجرًا، بل ألفَ بُرهتِه  

وصارَ قلبي بحبِّ العشقِ يكتمل 

هل جئتِ تحملُ في كفَّيكِ أغنيةً  

تعزفُ بها أوتارَ الروحِ يا أمل؟   

أم جئتِ تشعلُ في ليلي أمانيهِ  

والنجمُ يحرسُ دربَ العشقِ إن وصلوا؟  

يا سيدةَ العمرِ، والأحلامُ في أفقٍ  

ترنو إليكِ، وفي عينيكِ تشتعل  

قد كنتِ قبلكِ أرواحًا مُبعثرةً  

واليومَ في حبِّكِ الأزهارُ تكتمل  

أنتِ البدايةُ، والآتي بحضرتكِ  

يصيرُ أجملَ، والأزمانُ ترتحل 

أجيبيني، أيُّ سحرٍ قد حملتِ لنا؟  

وكيفَ صارَ الهوى في لحظكِ ينسدل؟   

يا من سكنتِ الفؤادَ دونما سببٍ  

إلا ابتسامتُكِ التي للعمرِ تحتفل  

من أين جئتِ؟ سؤالٌ ليس يعلمهُ  

إلا الهوى حينَ في قلبينِ يكتمل 

من أين جئتِ؟ وفي عينيكِ مملكةٌ  

تُحاكي الحُسنَ، والأفلاكُ تكتحل 

كلُّ المسافاتِ صارت فيكِ ذاكرةً  

وكلُّ دربٍ إليكِ الشوقُ يختزل 

أنتِ القصيدةُ، بل أنتِ الحروفُ بها  

تُزهرُ الكلماتُ والأوزانُ تحتفل 

أتيتِ تحملينَ الفجرَ في يدكِ  

وفي يمينكِ حلمُ العمرِ يشتعل 

هل كنتِ ضوءًا من الأحلامِ يسكننا  

أم أنَّ قلبكِ للآفاقِ يرتحل؟   

يا بهجةَ الروحِ، كيفَ الحزنُ يقتربُ  

والحبُّ فيكِ بحورُ العشقِ ينسكب؟   

أجيبيني، هل بالوجدِ قد ولِدَتْ  

أحلامُنا؟ أم على كفيكِ تكتتب؟   

أنتِ التي جاءَ في صمتِ المساءِ بها  

كلُّ الهوى، وكلُّ الشوقِ يغترب  

فمن يراكِ يرى الأيامَ مشرقةً  

وفي عيونكِ حبًّا ليس يَنتحب 

من أين جئتِ؟ ففيكِ الحسنُ مجتمعٌ  

والليلُ من حسنِكِ الساحرِ يَنجذِب 

يا وردةَ العُمرِ، في كفيكِ أمنيتي  

وفي ابتسامتكِ المشتاقُ قد طرب 

فلتبقِ قُربي، ففي قلبِي ألفُ قصةٍ  

لا تكتملُ إلا حينَ منكِ أقترب

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة