خاطرة "من أنا؟".. خواطر وجدانية

أين أنا؟ أين يكمن وجودي في هذا الفضاء الواسع؟

أبحث عن نفسي بين دروب الزمان الضبابية، وأحلامٍ ضائعة بين عيون الناس.
أرى الوجوه ملامح عابرة، والقلوب كأصداء بعيدة، لا تلتقي بي ولا تعبر عني.
هل أنا الذي كنت؟ أم أنني مجرد خيالٍ ضاع بين همسات الرياح؟

أجدني تائهًا بين الطرق التي لا تنتهي،
أبحث عن نفسي بين الأشياء التي تتناثر كالغبار في الهواء.
أقف في هذا المكان، والظلال حولي تتراقص،
أحاول أن ألمسها، ولكنها تختفي في اللحظة التي أظن فيها أنني اقتربت.

أمضي في الحياة بلا خريطة، بلا دليل،
تسحبني الأيام كما لو كانت مياه بحرٍ عميق.
أتساءل: هل هناك مكان لي في هذا الكون الفسيح؟
أم أنني مجرد نقطة ضائعة، بين نهايةٍ بلا بداية وزمانٍ مفقود؟

أبحث عن نفسي في كل زاوية، في كل لحظة،
أجدني أهرب من نفسي، وأغرق في صمتٍ يلفني،
أهيم في هذا المسار الذي لا ينتهي، ولا يعود.
هل هي رحلة للبحث عن الحقيقة، أم مجرد ضياعٍ متجدد؟

وفي الليل، حين يختفي كل شيء،
أبحث عن نفسي بين النجوم التي لا تدوم.
أراها كأنها حكاية قديمة، لا تنتهي في الذاكرة،
ولكنها تبقى هناك، في أعماقي، تائهة في كل زمان وكل مكان.

هل يمكنني أن أجدني في تلك اللحظات الضائعة؟
أم أنني سأظل أسيرًا للبحث عن سرٍ لا وجود له؟
لكنني في كل مرة، أعود للبحث مجددًا،
لأنني أدرك أن الطريق مهما كان طويلًا، لا بد أن ينتهي إلى نقطة الحقيقة.

في عمق الوجود، حيث يسكن الأمل والعتمة،
أكتشف أنني لست ضائعًا، بل في رحلة لتكوين نفسي.
فكل خطوة أخطوها هي جزء من كل،
وكل تساؤل هو بداية الإجابة التي طالما بحثت عنها في الظلال.

سأبحث حتى لو كان الطريق مظلمًا،
سأمضي حتى لو كانت الرياح تعصف بأيامي،
لأنني أدرك أن الإجابة لا تأتي إلا بالسعي،
ففي كل خطوةٍ نحو المجهول، أكتشف أنني أقترب أكثر من نفسي.

وفي النهاية، حين أجدني، سأقول بصوتٍ عميق:
"لقد كانت الرحلة هي الحقيقة، والبحث هو ما جعلني أكون".

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة