خاطرة "مكان تذهب إليه".. خواطر وجدانية

لا بد لكل إنسان أن يجد ولو مكانًا يذهب 

إليه، هل تدرك يا سيدي الكريم، هل تدرك ما 

معنى أن لا يكون للإنسان مكان يذهب إليه؟"

على لسان مارميلادوف

- دوستويفسكي..

اشتهرت تلك الجملة وتداولها الناس عندما استخرجوا منها سؤالًا واحدًا وهي تحمل أكثر من سؤال

ولكن السؤال الظاهر هو:

أين يذهب الإنسان عندما لا يجد مكانًا يذهب إليه؟

إنه اللجوء

حق اللجوء

أن يلجأ الإنسان إلى مكان يؤويه

 يحتويه ويركن إليه، يلقى فيه كل حمولته ويأمن فيه ويأتمنه

 يقويه بدعم وسند ورعاية..

وأكمل مارميلادوف أن ذاك المكان ليس جغرافيًّا 

بيتًا أو وطنًا أو حتى دور عبادة أو غيرها

فالجدران لا تحتوي

هي فقط تحوي

 تستر أو تحجب الرؤيا

لا تؤوي ولا تحتضن لا

تضم

لا تدعم، لا ترفع الشقاء ولا تمحُ العناء، وقد نرفضها لأي سبب أو لا نستطيع إليها الوصول

إذا لم تحدد الجغرافيا هذا المكان

فهل من الممكن أن يكون هذا المكان إنسانًا أو أناسيَّ؟

هو احتمال قوي

أن تجد المكان في إنسان

فتبدأ البحث باستدعاء الأسماء من ذاكرتك المملوءة بالأسماء والألقاب كما قيل، ثم تكتشف أنها مجرد أسماء كثر عددها أو نقص أقرباء كانوا أو غير ذلك.

سمعت من كثير إجابات كثيرة لذاك التساؤل

إجابتي الأولية كانت أن يذهب إلى داخل نفسه

ولكن تخيل ألا يجد حتى بداخله ذلك المكان

تخيل ألا يجد لنفسه بداخل نفسه مكان..

 قد ترفضه نفسه وقد استنكرته أو لم يتعرفا على بعض حتى

فيجد أنه ليس له مكان لنفسه في نفسه..

 تحيرت ولم أجد إجابة واحدة قاطعة

 أو ربما كانت جميع الإجابات معًا

لكن ظهرت تلك الإجابة الرابعة

الله

أن يلجأ إلى إيمانه

إلى قوته الأعظم 

وهذه الإجابة هي الأكثر منطقية وإنسانية..

فهناك لا يوجد مكان جغرافي محدد ولا مكان نفسي معنوي

يمكن الاتجاه إليه فيه

الطريق إليه هو الطريقة كما قال ابن درويش

هو الواحد الذي أعطى حق اللجوء إليه المستمر للجميع بالرغم من الحروب الخارجية والاضطرابات الداخلية..

إنها فطرة الإيمان

أن تؤمن بشيء يسمح لك باللجوء إليه في أي زمان ومن أي مكان دون تصريح أو صك أو جواز وصول..

عندما لا تجد مكانًا تذهب إليه

ستجد إيمانك يرشدك إلى قوتك العظمى التي تفتح لك باب اللجوء ما دمت حيًّا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 6, 2023, 7:11 ص - لجين منير شاكر
ديسمبر 6, 2023, 5:39 ص - شيماء دربالي
ديسمبر 4, 2023, 12:50 م - عبدالله مصطفى المساوى
ديسمبر 4, 2023, 9:30 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
ديسمبر 4, 2023, 7:52 ص - ألولا عز الدين
ديسمبر 4, 2023, 7:21 ص - عبدالله مصطفى المساوى
ديسمبر 2, 2023, 3:30 م - قدوه نمر الشعار
ديسمبر 2, 2023, 8:20 ص - سندس إبراهيم أحمد
ديسمبر 2, 2023, 7:52 ص - نور الدين شعبو
نوفمبر 30, 2023, 11:37 ص - سمسم مختار ليشع سعد
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 29, 2023, 8:24 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 29, 2023, 7:31 ص - سادين عمار يوسف
نوفمبر 28, 2023, 7:06 ص - أسماء مداني
نوفمبر 27, 2023, 2:42 م - براءة عمر
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 11:52 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 27, 2023, 6:34 ص - بشرى حسن الاحمد
نوفمبر 26, 2023, 2:58 م - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 2:24 م - إبراهيم محمد عبد الجليل
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 26, 2023, 9:51 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
نوفمبر 26, 2023, 9:27 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:52 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:35 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:01 ص - محمد بخات
نوفمبر 26, 2023, 6:32 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 23, 2023, 12:46 م - رانيا بسام ابوكويك
نوفمبر 23, 2023, 10:41 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 8:28 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
نوفمبر 23, 2023, 7:26 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 22, 2023, 2:20 م - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 22, 2023, 2:00 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 22, 2023, 6:45 ص - محمد بخات
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 20, 2023, 7:41 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 19, 2023, 1:27 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 19, 2023, 1:07 م - محمد بخات
نوفمبر 19, 2023, 12:07 م - أسرار الدحان
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 19, 2023, 10:03 ص - فاطمة محمد على
نوفمبر 19, 2023, 7:49 ص - شاكر علي احمد عبدالجبار
نوفمبر 18, 2023, 11:36 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 10:56 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 8:09 ص - شيماء عبد الشافي عبد الحميد
نوفمبر 17, 2023, 7:32 م - سادين عمار يوسف
نوفمبر 17, 2023, 6:13 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 16, 2023, 8:30 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 15, 2023, 6:01 م - كامش الهام
نوفمبر 15, 2023, 2:57 م - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 15, 2023, 12:21 م - ساره محمود
نوفمبر 15, 2023, 11:00 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 9:50 ص - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 15, 2023, 8:56 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 15, 2023, 7:54 ص - عمرو عبد الحكيم عوض التهامي
نوفمبر 14, 2023, 4:39 م - رزان الفرزدق مصطفى
نوفمبر 14, 2023, 4:16 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 14, 2023, 1:22 م - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 14, 2023, 9:41 ص - أسماء مداني
نوفمبر 14, 2023, 6:27 ص - أسماء منصور علي
نبذة عن الكاتب