قد يوجد لدى بعض الناس شغف داخلي للتعرف على معنى الحياة الحقيقي، لكن يمكن أن ينتابه الغموض في التعرف على معنى السعادة؛ لأن ليس كل من يعيش يشعر بالسعادة، فالسعادة هي الضلع الناقص من أضلاع مثلث العمر، فالحياة هندسيًا على شكل مثلث، أضلاعه هي المال، والصحة، والسعادة.
أحيانًا يطاردني سؤال ملح: والسؤال هو: لماذا أنا موجود في الحياة؟ وهل أنا مشروع استثماري ناجح أم مجرد رقم ضمن أرقام البشر الموجودين في الكرة الأرضية، الذين يرحلون يوميًّا دون ترك بصمة إيجابية تدل على أنهم أسهموا في نفع الآخرين؟ وأكون في حالة شغف كبير حتى أكون على قناعة تامة بأنني شخص صاحب موهبة خاصة يمكن أن يضيف جديدًا، وما أحوج العالم لإضافات جديدة لإذابة الأحقاد وطردها من داخلنا.
نحن نختلف مع بعض في فهم الحياة، الكل يطرح تفسيراته وفقًا للحالة المزاجية التي يعيشها. ويوجد قاسم مشترك بين جميع البشر هو البحث عن معنى الحياة الحقيقية.
قد يساورني اعتقاد بأنني حين أجمع المال الكثير سوف أتمكن من تعديل خريطة حياتي من الداخل، وأطيح بالفقر النفسي الذي كان يؤرقني ويطالبني دائمًا بالانطلاق والانفلات من جاذبية الشكوى التي تطرق عقلي دائمًا، وسأعيش حياة أكثر رفاهية إذا تمكنت من بلوغ هدف بعينه، وسترفرف فوق رأسي رايات التفاؤل بالغد القادم، وفقًا لمقياس مستوى سعادة الفرد المرهون بتوفر الثروة.
لكن ظهرت مقومات أخرى، على النقيض من وجود المال والثروة، فسر الحياة الهادئة والراحة البدنية يكمن في النظام الغذائي والعادات الصحية، والجوانب التي تجعل الإنسان يشعر بالرضا ويحقق أهدافه في الحياة، تكمن في الاستيقاظ في الصباح الباكر؛ ما يحفزه على الاستمتاع بالحياة. وتحتاج كل هذه الجوانب الحماس والخبرة.
النقطة المشتركة بين هذه المكونات الأساسية في الحياة هو العاطفة والخبرة والمهنة. بمعنى آخر، فإن التقاطع بين ما تحبه، وما تجيده، وما تحصل عليه مقابله، وما يحتاج العالم يكتمل فقط إذا كان هدف الفرد هو خدمة المجتمع. إن ما يحتاج إليه العالم وما يدفع الناس مقابله هما الشيء نفسه. حتى لو أخذنا في الاعتبار المشكلات الاجتماعية مثل الفقر والتشرد، فإن أولئك الذين لديهم موارد كافية على استعداد للدفع للمساعدة في حل هذه المشكلات. نحن أيضًا نوفر الموارد من أجل تقليل المشكلات الاجتماعية.
اقرأ أيضًا: خاطرة "آيات الجمال".. خواطر وجدانية
يضمن قانون التبعية أن يتمتع كل فرد بمزايا نسبية. إن كل شخص لديه قاسم مشترك مضمون في دائرتين "ما يجيده" و"ما يحصل عليه مقابل أجر"، وبما أن الدائرتين هما أنفسها في الواقع، فإن ذلك يترتب عليه أن جميع الناس لديهم مزيج من الخبرة والمهنة. وبعضنا يجد ميزته في أثناء التفاعل مع الآخرين.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.