لطالما كنتُ وسط معركة دامية بين عقلي وقلبي، ولطالما نزفت طموحي في هذه المعركة..
لقد انتصر القلب في بعض الأحيان وفي الكثير ينتصر قلبي أما أنا فكنتُ ضحية في هذه الحرب الثائرة، كنتُ رهينة عقلي وتفكيري الجائر وكنت ضحية قلبي الساذج وقلة حيلتي لم أستطع أبدا أن أوقف هذه الحرب كلما خلوت بنفسي خلت بي، وبدأت المعركة من جديد لتقطع ضلوعي..
لطالما كرهت السكوت؛ لأنه كان لي أشبه بسيوف غرست في جوفي، لطالما أردت الصراخ كل مرة أخلو بنفسي اصمتا أيها الأحمقان ودعاني أعيش بسلام، اصمت يا قلبي الغبي، اصمت فقد أنهكتني بسذاجتك .
اليوم 26 ديسمبر، عمَّ الصمت في بيتنا وخلد الجميع إلى النوم، ها قد بدأت صرخات داخلي من جديد، شعور لا يعرفه الكثير، شعور تنافرت حروفي..
كل مرة أريد فيها وصفة لأي أحد وكأنني أموت من الداخل ببطء، شعور أعاد لي الرغبة في الرجوع إلى الصفر إلى سكوتي وقلة كلامي ورغبتي في البقاء لوحدي، لكنني بت أخاف الوحدة، فلا تلوميني يا صديقتي على ثرثرتي فأنا أخاف السكوت فتهاجمني أفكاري..
قررتُ هذه الليلة أن أدخل في معركة مع قلبي، فقد أتعبني سذجه، وبعد حرب أنهكتني بحدة كلماتها مات قلبي بين يدي احتضر وأنا أنظر إليه بللته بمدامعي الدافئة، فعاد ينبض من جديد..
وقال أيستحق الأمر كل هذا يا نور أيستحق الأمر أن تدفني قلبك تحت ثرى، قلت اصمت أيها الغبي وطعنته بسيف الحقيقة ليرفع الستار عن كل الحقائق اللعينة التي لم يعلمها وتفاجأ قلبي ببشاعة تلك القلوب، ثم استشهد بين يدي ودفنته وبللت مدامعي الثرى ليلين على قلبي، وقلت سامحني فأنت لم تكن تستحق كل هذا، لقد كان ذنبك الوحيد أنك صدقت فقط.
كتبتها بدمع الأسى في ليلة جنازة الراحل قلبي رحمه الله.
اقرأ أيضاً
- شاهد أفضل 3 أفلام قصيرة في عالم السينما المصرية
- 56 طريقة لقول أحبك دون قول أحبك.. تعرف عليهم
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.