هديل مرخوفي فبراير 4, 2022, 2:08 م

خاطرة "معاناة اضطراب تبدد الشخصية".. خواطر حزينة

عزيزي الماضي،

لقد كنت جدُّ قاسياً بحقّي، فأنت لم تترك لي السبيل حتى لأتنفس الصعداء، فقد كنت تهديني الطعنات المتتالية التي لا رحمة فيها، أوجعتني بكل ما هو مؤلم لنفسي، أجل لقد قتلت نفسي المسكينة، ما عدتُ كسابق عهدي، كنت بريئة لأبعد الحدود، اغتُصبتْ ثقتي بالعالم، لطّخت كل ما هو جميل في نظري، وأصابتني باضطرابِ تبدُّدِ الشخصية، بالمختصر المفيد فقدتُ الشعور بالواقع، أنام وأستيقظ، ولكن يا للعجب.عندما أستيقظ أشعر وكأنني لازلت نائمة، ولم أستيقظ بعد، هذا ما فعله بي الماضي اللعين

أشعر أن حياتي أصبحت وكأنني في غيبوبة، أنتظر اليوم الموعود الذي انهض فيه من اضطرابي وأودع غيبوبتي، في الأشهر الماضية تعلمت دروساً مهمة جداً، وأكلت صفعات حارقة جداً، لكن في الأخير أصبحت بارعة في إسقاط الأقنعة، فلم يعد النفاق يهز بي شيئاً، ولا دموع التماسيح، ولا الدراما البائسة، فكل من ظننته ملاكاً برزت له قرون نطحني بها وقت الغفلة

سيداتي سادتي، مسرح حياتي أصبح مهدداً بالانقراض، فقد فُك اللغز أخيراً، اكتشفتُ المكائد، وأفصحت الستائر عمّا تخفيه خلفها، وأنا أبحث لي عن قشة أمل، عن شيء واحد حقيقي في حياتي يعيدني لأرض الواقع، فكما سبق وأخبرتكم: أنا لا أشعر بشيء البتة، فقدت الإحساس بالواقع، اضطرابي البائس ساعدني في اكتشاف الكثير من الأمور، وعرفني على الكثير من القواعد.

القاعدة رقم واحد: لا وجود للأصدقاء فقد انقرض عصر النية الطيبة، أما الآن فالأنانية سيدة الموقف.

القاعدة رقم اثنين: إياك والثقة اللعينة، فكل الواثقين بائسون، وفي الهموم يغرقون، وأما أعداؤهم فهم فيهم شامتون.

القاعدة الثالثة: انتهى عصر النية، من هنا فصاعداً عليك التفكير بعقلانية؛ لأنه ما عادت النية تفلح في شيء.

مختصر الحديث الأزمة تولد الهمة، فلو لم أجد نفسي أغرق في الهموم دون أن أجد من أستغيث لما تحدثت بشأن هاته الأمور.

بقلم هديل مرخوفي

يمكن للإنسان أن يكون كل شيء لنفسه ♡

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة