خاطرة «مصطلحات فيسبوكية».. خواطر اجتماعية

بعد ظهور فيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعية، رأينا كثيرًا من الأمور والآراء المختلفة، وظهرت بعض المصطلحات التي لم تكن موجودة من قبل ويسعى أصحابها لإثبات وجودهم في هذا العالم.

مصطلحات فيسبوكية

المصطلح هو تعبير عن مجموعة من الكلام، أو الأفكار، سواء أكانت أدبية أم علمية، وغالبًا ما يلجأ إليه العلماء والأدباء للتعبير عن أعمالهم وأفكارهم بسهولة وسلاسة، ولسهولة وصول الأفكار إلى غيرهم، وخصوصًا الدارسين، وأيضا بعض العامة.

ومع ظهور فيسبوك ظهرت بعض المصطلحات الجديدة، ولكن لم يطلقها العلماء، وإنما أطلقها هذه المرة العامة وبعض الظرفاء، وتمسك بها ونشرها الجهلاء، ومن هذه المصطلحات نتكلم عن اثنين، وهما (الهبد) و(الهري).

اقرأ أيضًا: فيسبوك عجائب وطرائف وأرقام مذهلة

أولًا: (الهبد)

مصطلح جديد، ليس عنا ببعيد، ويعنى الكلام عن جهل فيما له أصل، أو بلا أصل، تتداوله الأقلام والمناقشات على كثير من الصفحات، فيصدقه كثير من الجهلاء، ويشكك فيه وينفيه العلماء، قد يضر كثيرًا تصديقه، ولا ينفع نفيه، غالبًا ما يطلقه الجهلاء، ظنًّا منهم بأنها معلومة جديدة، وإيقانًا منهم بأنها مفيدة، ثم يبدأ فيه الكلام ويكرر ويعيد، فينتشر الحديث كانتشار النار في الهشيم.

وقد يعمل به الجاهل والغشيم، ويصير مُطلقه كنجم في السماء، يضاهي نفسه بالفلاسفة والحكماء، بل وقد يصبح هبده نظرية، تعمل بها بعض البيئات الاجتماعية، لا يُقبل لها رد ولا ينفعها نقد، هكذا يفعل الهبد. والغريب أنه لا يترك مجالًا إلا صال فيه وجال، علم وأدب وفنون، حتى صار المتلقي لا يعرف أهذا جد أم هبد أم جنون. أو كما قال الفيلسوف الشهير فشران بن جهلان: "الهبد فكرة تعيش لبكرة".

اقرأ أيضًا: كيف يمكن أن أقفل حسابي في فيسبوك؟

ثانيًا: (الهري)

أما الهري، فهو مصطلح آخر من البيئة الفيسبوكية، وقد يكون ناتجًا عن حقيقة فعلية، يطرحه من يعلمه بجدية، كالأخبار أو المعلومات الثقافية. قليل من يعرفها وكثير من يجهلها، وبرغم جهلهم بها، ما تركوها، وإنما آثروا الكلام عنها، بفهم أو بغير فهم، ويرددونها بغير علم.

مثال لهذا؛ وفاة العالم ستيفن هوكنج الذي لا يعرفه كثير من أمتنا العربية، تصاعدت الألسنة تتهمه بالإلحاد، وآخرون يدافعون باجتهاد، ولئن سألتهم عنه ما علموا تخصصه ولا كُتبه، وإنما لمجرد الهري حتى لا يفوتهم الترند، أو يُتهمون بعدم المعرفة، أو الظهور بأنهم أصحاب معرفة، فالترند يفعل ما يشاء في عقول المتقزمين والجهلاء. قال تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة