خاطرة "مشاعر وهمية".. خواطر وجدانية

لم يكن شعور يوم أو يومين، بل كان تفكير ليالي وسنوات. وها قد أتى اليوم الموعود الذي جعلني أستيقظ على لحظة إدراك. وأول سؤال راودني إلى ذهني هو: إلى متى؟ على الرغم من السنوات التي كانت مملوءة بالحب، بالمشاعر التي كانت تتدفق في قلبي، ولكن الآن بدأت أشعر بثقل هذا الحب.

سألتُ نفسي: "إلى متى سأظل أتحمل هذا العبء وأتجاهل شعوري؟" قلبي الذي كان ينبض بالحب أصبح يشعر بالوحدة، وفي هذا العالم المملوء بالضجيج، كنتُ الفتاة التي تعيش أوهامًا فانية في بحر خيالي، إذ كنتُ أحب شخصًا لا يعرف عني شيئًا. كنت أراقبه عن بُعد، أتتبع خطواته وكلماته، وكأنني أكتبُ قصة حبي في دفتر أسراري. كنتُ أعرف تفاصيل حياته اليومية، من ابتسامته التي تُضيء وجهه إلى نبرة صوته التي تعزف لحنًا خاصًّا في قلبي.

قرَّرتُ الابتعاد ليس لأنني لا أحبه، بل لأنني أدركت أن هذا الحب ثقيل عليَّ. ما ذنبي إذا قررت أن أحمي نفسي من أوهام فانية؟ لكن على الرغْم من ابتعادي، فإن اسمه يظل محفورًا في قلبي، وسأظل أتذكر أنني أستحق الحب المتبادل بدلًا من أن يكون حبًّا من طرف واحد، أو بالأحرى حبًّا وهميًّا لا يمت بأي صلة إلى الواقع؛ لأنه وبكل بساطة في عالم كبير وأنا في عالمي الصغير أراقب بصمت.

أحيانًا، تكون الذكريات التي أتذكرها عندما كنت أحبك أكثر إيلامًا من الفراق نفسه. كل لحظة قضيناها معًا، كل ضحكة، وكل دمعة، تبقى عالقة في ذهني كأنها شريط سينمائي لا ينتهي في عقلي الباطن. أسترجعُ تلك اللحظات، وأتساءل: هل تتحقق هذه اللحظات التي أتخيلها يا تُرَى؟ هل كان بإمكاني أن أغير عقارب الساعة وأجتمع معك لنعيش تلك اللحظات بلا ألم الواقع الذي يذكرني بمن أكون؟!

لكنني أدركتُ أن الحياة تستمر، وأنه يجب عليَّ أن أكون قوية. قد أكون وحدي الآن، لكنني سأتعلم كيف أعيش مع نفسي. سأكتشف شغفي وهواياتي، وسأعيدُ بناء نفسي من جديد. سأعطي نفسي الفرصة لتجربة الحب بطريقة جديدة، حبًّا لا يتطلب مني أن أكون ضعيفة أو أن أتحمل عبئًا ثقيلًا.

سأستمر في رحلتي، متمنية أن أجد الحب الذي يستحقني، الحب الذي يجعلني أشعر بالراحة والأمان. سأحتفظُ بذكرياتنا كونها جزءًا من الماضي، لكنني لن أسمح لها بأن تُعيق مستقبلي. سأمضي قدمًا، وأتمنى لك السعادة في حياتك. ربما سنلتقي مجددًا في مكان ما، لكنني سأكون قد تعلمت كيف أحب نفسي أولًا.

مشاعر وهمية.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

كم هو رائع انكي استطعتي ايصال كل هذه المشاعر العميقة من خلال بضعة اسطر. استطعتي فيها هز جدران قلوبنا . و تجسيد الالم العميق الذي ينجم عن الحب من طرف واحد . و كما قلتي علينا ان نتعلم كيف نقدر و نحب انفسنا اولا . فمن لا يحب نفسه لن يحبه الناس ابدا💗💗
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

كتاب رائع وكلماته الشعرية مؤثرة
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة