ندى علي خلف أبريل 10, 2023, 10:04 ص

خاطرة "مشاعر مبعثرة".. خواطر وجدانية

الروح حيرى، والنفس كئيبة، والجسد عاجز، واجتمعت كل مغريات الحياة أمام أعيني، ولم تكسر حاجز الصمت الذي اعتلاني في الفترة الأخيرة.

حسرتي على قلبي، على نفسي، على ما تبقى من فُتات روحي، على حلمي الذي تلاشى بين الماضي والحاضر، بين الحاضر والمستقبل، وجعي الذي وقفت كل القوى عاجزة أمامه فلبدّ اطرافي وحواسي حتى بتُّ اشعر وكأني ميتة على قيد الحياة.

أخشى من ذاك الإرهاق الذي حاولت إخفاءه وكتمانه مرارًا وتكرارًا أن يظهر ويبان ويتضح على وجهي فيكشف المستور، وخفايا الذاكرة.

أخشى من فتح جراحي المؤلمة أمام الناس، فيشفقوا عليَّ، ظاهرةً أمامي، وينالوا ضربًا بسكاكينهم من خلفي بعد النّمِ والغيبة.

أخشى من ربيع شبابي الذي ما يزال في بداية زهوّه أن ينقلب خريفًا كئيبًا يهب برياحه الفتّاكة فيُزيل بقايا أوراق روحي المُصفرة، أو أن يتبدل بشتاءٍ قاسٍ باردٍ مثلجٍ دون مأوى يقيه البرد فتتجمد العروق كتجمد الصقيع في صباح عاصفةٍ هوجاء اشتدت لعدة أيام، أو ينقلب لصيفٍ حارٍ في صحراء لا حياة فيها ولا ماء وأظمأ وأبحث عمَّا يرويني فلا أجد، وتتمايل الرمال متحركة من تحتي فتبتلعني من دون رحمة أو شفقة.

أخشى من ذاك اليوم الذي ستتوقف فيه خفقات قلبي، ولم تعُد تُسمع لا بالأذن، ولا تُخَطَّ خطوطها بالآلات ويقولوا فقدنا المريضة، قد فارقتكم الحياة.

في ظل ضعفي وغلبتي وضياعي وفقداني أرقّ أشيائي، فمن يدري ومن يقدم لي بعد الداء دواء وبعد مشقة العناء طمأنينة وسلوان، وبعد مرّ العذاب حلاوة الأمل.

وإني أتكأ وأستند على بابك يا الله بكل ما أوتيت من عزم وقوة، أتيتك كطائرٍ مكسور الجناح، مُحطم الفؤاد، في خاطري ألف دعوة ودعوة تناديك بكل ذرة من كياني عشته وأعيشه وسأعيشه، بكل عجز وقهر، بكل ما رمته وراكمته الحياة بقسوة على عاتقي، بكل خيباتي المتتالية، بكل اندفاعاتي العاجزة، وأملي بك لا يخيب، ويقيني بأنك لن ترد دعائي وامنح قلبي السلام.

بقلم ندى علي خلف

كاتبة مقالات وقصص متعددة الأنواع، بأسلوب سلس وجذاب، لبنانية الجنسية، من مواليد ١٩٩٦، مشرفة لمدونة "أنامل عربية" واكتب في مدونة" رواد المتوسط " في قسم "الأدب ".

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

محمد خلف

أبريل 10, 2023, 12:23 م

👍🏻

أضف ردا