خاطرة «مذكرات ملول.. الفصل 2».. خاطرة وجدانية

قاربت الشمس على المغيب، أظن أن باستطاعتي الحصول على قيلولة ساعة أو نحوها حتى ينتهي هذا الصداع الذي يكاد يفلق رأسي إلى نصفين.

اقرأ أيضًا: خاطرة «مذكرات ملول».. خاطرة وجدانية

حين شارفت على وضع أولى خطواتي داخل أرض الأحلام أخذ مواء القطة التي في فناء منزل جارنا الخلفي بالارتفاع كأنها قد ابتلعت مكبر صوت، لا أشك أن أصحاب الغرف جميعها التي تطل على ذلك المنزل قد هبوا من نومهم، في حال كانوا نيامًا مثلي طبعًا.

أظن أنه يجب أن أستسلم قياسًا حسب موائها المتواصل خمس دقائق، الذي ينبئني أن لا نية لها في أن تتوقف.

على كلٍ بدأت سحابات النوم تنقشع من عينيّ، أزحت اللحاف عن قدمي، وأضأت الغرفة، يا للعجب!

لقد بدأ صوتها ينخفض تدريجيًا حتى تلاشى تمامًا، وكما يبدو أن أحدهم يزعجه أن أكون نائمًا، تناولتُ قطعة الشوكولا التي كنت أخطط لتناولها غدًا، ثم بعد عدة ساعات تناولت الغداء، مواعيد الطعام هنا ليست كما تتوقعها.

حان موعد النوم، والأضواء مطفأة، والمكان يخلو من أي إزعاج، سأنال أخيرًا قسطًا من الراحة بعد هذا اليوم الممل والمتعب.

أغلقت عينيّ، واستحضرت النوم بعد نصف ساعة من التقلب يمينًا وشمالًا بحثًا عن وضعية مناسبة للنوم، بدأت تلك القطة تموء بأعلى صوتها مرة أخرى، لكن صوتها هذه المرة كان به غضب شديد من أمر ما وبعض احتجاج، ربما لم يقدم لها صاحب ذلك الفناء بعضًا من الطعام والشراب، أو أنها تشتكي من برودة الجو، على كل فلتكن مشكلتها ما تكون، لكن حلها ليس بيدي، فلم أتخصص بيطريًا، لكن لم هي مسلطة عليّ هكذا في كل مرة أضع فيها رأسي على الوسادة؟ أشك في أنها قد تعرف أني كنت أريد النوم الآن، إذن ما المشكلة؟

بعد تجربة القيلولة أعتقد أن من الأجدر بي أن أستسلم من البداية، وأنظر ما الذي يمكنني أن أفعل.

فتحت عيني، وجلست أحدق في اتجاه الفناء المفتوح المطل على منزل جارنا حيث هي، قد يصل إليها ما أعانيه عبر الهواء، وللمصادفة بدأ صوتها يختفي، أغلقت عيني سريعًا، فما يدريني أنها ستتراجع عن قرارها وتعود إلى المواء من جديد، أرجو ألا تعود قبل أن أغوص في نوم عميق.

بدأت الأصوات تتعالى، لكن هذه المرة حان لكلاب الحي أن تثبت وجودها بنباح جماعي بين جماعة حي وأخرى، كأنما تتنافس على جائزة أجمل سيمفونية مرعبة لهذه الليلة.

القمر بدر هذه الليلة، والشوارع لا تزال تعج بالمارين والسيارات، وأصوات الأطفال والبالغين تعلو بين الفينة والفينة، أظن أني سأكون مستيقظًا حتى الصباح، فالحظ ليس حليفي هذه الليلة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة