نسرين بورصاص أغسطس 4, 2023, 3:54 م

خاطرة "مخاطبة الأنا".. خواطر وجدانية

ستعود حتى لو وعدتهم بالمغادرة الأبدية؛ لأن الاشتياق حليفك وشبحك في ظلام العالم الجديد الذي تعتنقه، ستعود وتعود مع ذكريات عالم لن تدوم لك ملامحه، ولن تحزن بعد العودة؛ لأنك حينها ستدرك أنك بحاجة إلى عالمك الحقيقي الذي لا يتغير.

ها أنا؟

من أنا؟ ومن أكون أنا؟ سؤال يتراود في أذهانكم بعد أن خاطبتكم بالأنا، أنا تلك الأنثى التي سقت نفسها من نهر الآمال التي لم أجد لها حقيقة في أرض ليست أرضي، ولست من أنحائها.

أنا تلك النفس الهاربة من ديارها، تلك التي ركبت قطارًا ارتخت قاطرته، وارتطمت بكل جدار حديدي راوده ليحبس سرعته.

أنا التي عدتُ من معركة أرهقت جفوني، وأصابت قلبي ببرود لم يكن يُتَوَقَعُ .

لا، أنا لم أعد أنا، والله ولم أكن أنا، في تلك اليالي التي خطوت فيها خطوات في طريق متعجرف لا يعرف مسالكه أين تنتهي وإلى أي نهاية ترمي بي.

أنا من ودعت شعري وكتبي وسطوري؛ لأبحث عن كتاب أدون فيه جميع أفكاري، قولوا لذالك العالم الذي غادرته إنني عدت بجسم هزيل لا يكشف عن ملامح وجهي، وبصوت يخلو من نغمات حنين وحب.

أنا تلك الفتاة التي سقطت في أزمات حذرت منها الآخرين، وسقطتُ فيها رغمًا دون إرادة مني، فلا تأسفوا، لقد شربت من كأس كان مظهره يوحي بطعم عصير حلو المذاق.

أنا التي وعدت الماضي أنني لن أعود، وعدت إليه وأنا أقسم أنني لن أعود، وحاولت ألا أعود، لكن القدر أجبرني أن أعود.

أنا وأنا، وأنا لا يهمني من أنا؛ لأنني لم أكن أنا، ولست أنا، ولم أعد أنا التي كنت، وظنتْ أنها تعرف من أنا.

عدت، ها أنا عدت لك يا عالم الاشتياق، فهل من ترحيب؟ افتح الباب لقد كلَّ متنِي...

افتح إني بجسم هزيل لا يستقوي على كسر باب مرصع بالخذلان، هيا افتح واستقبل أفكاري، إني أتيتك بسطور من الأدب العريق، سوف يحقق أعلى درجات الشعر الكئيب.

بقلم نسرين بورصاص

كاتبة

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة