أقبل علينا شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، هبت نسماته العطرة لتفوح في الأجواء مطالبة إيانا بالصفح والتسامح والمودة لنفوز برضى الله.
رمضان هو شهر الأمة تفضل الله به على عباده رحمة منه وإحسانًا وفضلاً، نصوم لتزيد التقوى في القلوب وفي النفوس، نصوم لنتقرَّب إلى الله ونمتثل لأمره حين قال جل شأنه "يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".
نصوم لننال رضى الله فكل يوم من الشهر الفضيل فيه جائزة من المولى جل وعلا، كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار".
ما أحوجنا جميعًا لرحمة ومغفرة وعتق من النار كلها هدايا قيمة لا بد وأن نجتهد لنفوز بها.
فمن رحمه الله يسَّر عليه أمره ولم يجد المشقة أبدًا ومن غفر له الله فهو في سعة وطمأنينة إلى يوم الدين، ومن فاز بالعتق من النار، فهذا أسعد السعداء فلا هم ولا حزن ولا نصب، وكيف لا وهو قد فاز بما يجتهد العابدون للحصول عليه طوال حياتهم، ومن عتق من النار ليس له مكان إلا الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
فلنحمد الله أن بلغنا رمضان فهذا فضل من الله وكرم منه، ثم نجتهد ونسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن نفعل ما يرضي الله، فالتوفيق إنما هو نعمة من الله يتفضل بها على من يشاء من عباده.
ومن رحمة الله بعباده أن تفضل عليهم بنفحات في الدهر تغسل بها الذنوب وتقبل الدعوات وتستمطر الرحمات، فهنيئًا لمن صام نهاره إيمانًا واحتسابًا، وقام ليله يناجي ربه ليتقبل منه ويرضى، واستعان بالذكر وقراءة القرآن الكريم لينال ما يتمنى ويطلب.
هلموا إخوتي لنطلب الرحمة من الرحمن الرحيم، هلموا لندعو الله أن يجعلنا جميعًا ممن قال فيهم أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبدًا وأن يجعلنا ممن قال فيهم أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم.
هيَّا لنتوجه إلى الله بما ضاقت به الصدور، وأن نطلب منه أن يهيئ لنا من أمرنا رشدا، وأن يجعل بلاد المسلمين سخاء رخاء، ويرفع عنها الغلاء والأمراض والأوبئة، وأن يجعل بلاد المسلمين في ضمانه وأمانه، وأن يرزقنا الخير وأن يتقبل منا وينور بالإيمان قلوبنا ويصلح ذات بيننا ويعيننا لنفعل ما يحب ويرضى، ويغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا يجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا وأن يدخلنا برحمته في عباده الصالحين.
هذا شهر تسكب فيه العبرات وتستمطر الرحمات، وتتجلى البركات وتستجاب الدعوات فاجعل جزءًا من دعواتك لإخوانك ولا تنساهم من دعائك، وما تحب لنفسك أطلبه لأخيك المسلم بنفس راضية وأسأل الله الفلاح والتوفيق لكل المسلمين، وأن يحقق لكل منا ما تقر به عينه وتسعد نفسه، وأن يقضي دين المديون ويفرج هم المهموم ويفك كرب كل مكروب، ويدخل البهجة والسعادة على قلب اليتامى والأرامل، ويعوضهم من خيره وفضله وكرمه.
أرجو من الله أن يجعلني وإياكم وكل المسلمين والمسلمات من عتقاء النار، وأن يوفقنا لطاعته وفعل ما يرضيه، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وأن يمن علينا بالرحمة والمغفرة في كل وقت وحين.
دُمتم بكل ود وحب.
وجعلكم الله من عتقاء النار.
مارس 22, 2023, 1:55 م
أعاده الله علينا وعليكم بالخير...
مارس 23, 2023, 7:38 ص
مبارك عليكم الشهر اسأل الله العظيم أن يجعلك وإياي وكل المسلمين والمسلمات من عتقاء النار ❤
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.